قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: “إن مستقبل البشرية ستحدده نتيجة الامتحان في موضوع فلسطين والقدس، فإما أن تتجه البشرية نحو النور والحرية والقيم الأخلاقية أو إلى غياهب الظلم والاضطهاد”.
جاء ذلك في كلمة له ألقاها خلال مراسم توزيع “جوائز سلام جبل الزيتون”، اليوم الإثنين، في إسطنبول.
وأضاف أردوغان أن القضية الفلسطينية والقدس ليست مجرد قضية أمة أو منطقة أو مدينة بعينها، أن الفلسطينيين رمزٌ لكل المضطهدين حول العالم بسبب الفظائع والمذابح والمظالم التي يتعرضون لها.
وأردف أردوغان: صمت المجتمع الدولي تجاه استشهاد العشرات وإصابة الآلاف من الفلسطينيين يشير إلى مستقبل لن يعيش فيه أي شعب أو أي شخص بأمان.
وتابع أردوغان: ما يحدث في فلسطين وخاصة في القدس يأتي ضمن جهود الظالمين لإضفاء الشرعية بل وحتى لمأسسة الظلم.
وحيا أردوغان الفلسطينيين الذين يتعرضون للظلم منذ سنوات، وأبعدوا من بلادهم بالقوة، وسلبت حقوقهم وحرياتهم، وأصيبوا بجروح، واستشهد أقرباؤهم.
وقال أردوغان: مرة أخرى أود القول لأشقائنا الفلسطينيين: إن قضيتهم هي قضيتنا، ونضالهم هو نضالنا، ومقاومتهم مقاومتنا، وأبشرهم بأننا سنقف إلى جانبهم حتى النهاية.
وأشار أردوغان إلى أن القدس التي تعد المدينة المقدسة لليهود والمسيحيين والمسلمين عبر التاريخ، هي رمز لأنموذج التجمع حول القيم الإنسانية المشتركة.
وتابع: ولذلك فإن الدفاع عن فلسطين والقدس يعني الدفاع عن كل من هو حسن، وجميل، وصحيح، وشرعي في تاريخ الإنسانية.
لفت أردوغان إلى أن منصة القدس تأسست بمبادرة من نسائنا اللاتي عقدن العزم على تقديم العون من أجل النهوض بالقضية الفلسطينية.
وأشار الرئيس التركي إلى أنه لا يمكن استمرار نظام يترك أمن جميع البلدان في العالم رهنًا لمصالح بل وحتى لأهواء 5 بلدان فقط، مبيناً أن إصلاح الأمم المتحدة بات ضرورة حتمية.
وأضاف أردوغان: وصل رياء المجتمع الدولي وخاصة الهيئات المعنية بإرساء الأمن والسلام إلى مدى لا يمكن تحمله، ونحن نعلن اعتراضنا على ذلك بقولنا: إن العالم أكبر من 5 دول.
وحول مساعدات بلاده للاجئين السورين في تركيا، قال أردوغان: بلغ حجم المساعدات التركية المقدَّمة للسوريين في تركيا حتى اليوم 31 مليار دولار.
وشدد أردوغان على أنهم سيواصلون النضال حتى يتم بناء مظلة أمنٍ دولية تخدم البشرية جمعاء.
وأشار: الآن لا غنى عن إصلاح الأمم المتحدة، وبات ذلك ضرورياً للغاية، فالعالم لا يعيش في ظل ظروف الحرب العالمية الثانية.
ولفت إلى أن تركيا بدأت بالتحرك من أجل فتح طريق في مسألة إصلاح هيكلة الأمم المتحدة، مبيناً أنهم يبحثون هذا الأمر في لقاءاتهم مع قادة الدول.
وأردف أردوغان: سنستمر في استعمال قوتنا وإمكاناتنا لمنفعة البشرية وعلى رأسها إخوتنا الفلسطينيين والسوريين والأفارقة، وسنعمل ما بوسعنا من أجل الوقوف بجانب المظلومين.
ولفت أردوغان إلى أنه خلال مقابلة مع أرييل شارون، أخبرني بشيء مثير للاهتمام، قال: إن أكثر اللحظات سعادة في حياته هي عندما يكون في مهمة على ظهر دبابة لقتل الفلسطينيين! هل تستطيعون تخيل ذلك؟! هذه هي سجاياهم وأخلاقهم.