قمعت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال عقب صلاة الجمعة أمس المئات من المقدسيين الذين تجمهروا داخل مقبرة الرحمة منددين بإجراءات الاحتلال في المقبرة ومحاولة مصادرة أجزاء منها، لصالح الجماعات المتطرفة وتهويد الجزء المجاور للقصور الأموية وتحويله إلى حدائق توراتية وطنية.
المواطن المقدسي أكرم الشرفا قال: كانت هناك نية مبيتة من قبل شرطة الاحتلال والمخابرات في قمع الوقفة الاحتجاجية السلمية داخل مقبرة الرحمة المهددة بالتهويد الكامل وفتح باب الرحمة المغلق لغايات الاستيلاء على المنطقة الشرقية في ساحات المسجد الأقصى لإقامة كنيس يهودي في المنطقة الشرقية المهجورة التي يحظر على الأوقاف تنظيفها أو استخدامها للصلاة.
بدوره، قال رئيس الهيئة الإسلامية د. عكرمة صبري الممنوع من السفر ومن دخول الضفة الغربية: قمع المشاركين في وقفة مقبرة الرحمة له رسالة خطيرة من شرطة الاحتلال والمخابرات والمستوى السياسي في الدولة العبرية، حيث إن هناك إصراراً لتنفيذ مخططاتهم داخل المقبرة التاريخية التي يزيد عمرها على ألف عام، ومساحتها تزيد على الـ23 دونماً وفيها قبور للصحابة مثل قبر الصحابي الجليل عبادة بن الصامت المجاور لباب الرحمة المغلق.
وأشار صبري إلى دفع تعزيزات غير مسبوقة من قوات الشرطة والجيش والقوات الخاصة وملاحقة المحتجين حتى خارج أسوار المقبرة ومنع الاحتجاج السلمي، يؤكد أن ما يخطط له خطير جداً ويستدعي وقفة جماعية كالتي كانت في شهر يوليو الماضي التي عرفت بـ”البوابات الإلكترونية”، حيث حقق الجهد الشعبي ثمرة الانتصار على إجراءات الاحتلال وتمت إزالة البوابات، واليوم هناك ضرورة ملحة لمنع المخطط الجديد لمقبرة الرحمة التي تلاصق المسجد الأقصى من باب الأسباط حتى القصور الأموية.
بدوره، طالب رئيس “أكاديمية الأقصى للوقف والتراث” عن المسجد الأقصى د. ناجح بكيرات بضرورة استمرار الفعاليات المطالبة بعدم المساس بمقبرة الرحمة التاريخية التي تعتبر من أهم مقابر القدس المحتلة، وعدم السماح بتهويدها أو اقتطاع أجزاء منها لأغراض تهويدية، فتهويد مقبرة الرحمة يعني تهويد المنطقة الشرقية من ساحات المسجد الأقصى دار السور، وقمع الوقفة الاحتجاجية رسالة للمستوطنين وجماعة الهيكل بالاستمرار في مخططاتهم التهويدية، وأن المستوى الأمني والسياسي مستمر في دعم مخططات التهويد العنصرية التي تطال هذه المرة الأموات والقبور التاريخية والسور الشرقي ومحراب المسجد الأقصى للمسجد القبلي.