– الشعب الكويتي شريك للشعب الفلسطيني في ثباته وصبره ومقاومة الاحتلال
– إجراءات الاحتلال لن تمنع الفلسطينيين من شد الرحال للمسجد الأقصى خلال رمضان
– الاحتلال أنشأ أكثر من 100 كنيس يهودي وأغلبها عبارة عن منازل للمقدسيين تم الاستيلاء عليها
– «قمة القدس» شكلت درعاً واقية للمدينة المقدسة.. والاحتلال شيد مدينة من الحفريات تحتها
– يجب الحفاظ على كل القرارات العربية التي اتخذت في قمم سابقة حول ما يتعلق بالقدس وحمايتها
قال الشيخ محمد حسين، مفتي القدس والديار الفلسطينية: إن الكويت أميراً وقيادةً وشعباً يشاركون الشعب الفلسطيني في الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى من خلال تعزيز صمودهم ودعمهم، ولهم في قلوب المقدسيين والشعب الفلسطيني مكانة كبيرة، مشيراً إلى أن الكويت الشقيقة لم تبخل بأي شيء عن مدينة القدس ودائماً في طليعة من يدافع عنها في كافة المحافل.
أكد الشيخ محمد حسين في حديثه لـ»المجتمع» أن الاحتلال شيد مدينة تحت القدس المحتلة، من خلال الحفريات التي قام بها تحت الأحياء العربية في المدينة المقدسة التي باتت معرضة للدمار في حال تعرضها لزلزال أو أي كوارث طبيعية.
وأشار الشيخ حسين إلى أن إجراءات الاحتلال في القدس لن تمنع الفلسطينيين من شد الرحال للمسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك، الذي له روحانيات وطقوس إيمانية مميزة خلال الشهر الفضيل.
«المجتمع» حاورت الشيخ محمد حسين حول ما تتعرض له القدس من مخططات تهويد، وماذا يقول عن قمة القدس التي عقدت في المملكة العربية السعودية التي اتخذت قرارات مهمة، كيف تبدو أجواء شهر رمضان المبارك في القدس وما المطلوب عربياً وإسلامياً.
الكويت أميراً وحكومةً وشعباً سجلوا مواقف نبيلة تجاه القضية الفلسطينية خاصة مدينة القدس، لو حدثتنا عن هذا الموضوع؟
– بداية نتوجه بالشكر والتقدير للشعب الكويتي قيادة وشعباً على دعمهم المتواصل للقدس، والشعب الكويتي الشقيق يحتضن القضية الفلسطينية، والكويت في طليعة من يساند قضيتنا خاصة القدس في جميع المجالات السياسية والاقتصادية، والدبلوماسية والقانونية، وللكويت مكانة خاصة في قلوب أهل القدس وفلسطين بوقوفها المشرف إلى جانب الشعب الفلسطيني، الشعب الكويتي شريك كبير للشعب الفلسطيني في ثباته وصبره ومقاومة الاحتلال، فهو يشاركنا في تعزيز قدراتنا خاصة بالقدس في مواجهة الاحتلال.
ما الأوضاع التي تعيشها المدينة المقدسة في ظل عمليات التهويد والتهجير والاقتحامات المتواصلة للأقصى؟
– الأوضاع صعبة للغاية في مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك الذي يخضع لحصار من قبل الاحتلال، حيث يمنع الكثير من سكان الضفة الغربية المحتلة من دخول المسجد الأقصى المبارك للصلاة فيه، وهناك قضية خطيرة مستمرة تتمثل في عملية العربدة التي يقوم بها المستوطنون من خلال اقتحاماتهم العدوانية المتواصلة للأقصى بحراسة وحماسة جنود الاحتلال، حيث يدنسون الأقصى، ويستبيحون كل شيء فيه، وهذا مساس خطير بمشاعر المسلمين والعرب حين يرون هؤلاء المستوطنين يدنسون أقصاهم، رغم قلة الإمكانيات وهذه العربدة من قطعان المستوطنين مازال الشعب الفلسطيني صابراً مرابطاً في أقصاه يصدون ما باستطاعتهم عدوان المستوطنين على الأقصى، أهل القدس على العهد بالحفاظ على قدسهم وتاريخهم وعروبتهم، وهم الأوفياء لهذه المدينة المقدسة العظيمة.
كم عدد الكنس اليهودية التي تم تشييدها خاصة في محيط المسجد الأقصى، وعمليات التهويد والحفر التي تتواصل ليل نهار؟
– عمليات الحفريات لم تتوقف منذ احتلال القدس عام 1967م، هناك حفريات في أسفل المدينة المقدسة، وأسفل جدران الأقصى، وتتركز الحفريات «الإسرائيلية» أسفل الأحياء العربية في مدينة القدس، والداخل لمناطق الحفريات تحت القدس يشعر أن هناك مدينة أخرى تم تشيدها تحت القدس من قبل الاحتلال، وهذا ما سيعرض المدينة المقدس لخطر الانهيار في أي لحظة إذا ما حدث أي زلزال أو مكروه لا سمح الله، وسيعرض المدينة المقدسة للفناء والدمار.
أما بخصوص الكنس اليهودية، فقد بنت دولة الاحتلال أكثر من 100 كنيس يهودي، وأغلب هذه الكنس هي عبارة عن منازل وعقارات للمقدسيين تم الاستيلاء عليها في البلدة القديمة في القدس، ومعظم هذه الكنس هي متاخمة تماماً للمسجد الأقصى بهدف إحكام السيطرة عليه.
«قمة القدس» التي عقدت مؤخراً أقرت دعماً بقيمة 150 مليون دولار من قبل السعودية للمدينة المقدسة، ورفضت كل القرارات الأمريكية بخصوص القدس، كيف تنظرون لهذه الخطوة العربية؟ وما وقعها عليكم؟
– كلها جهود بالاتجاه الصحيح لدعم المدينة المقدسة، أن يطلق على القمة العربية في السعودية «قمة القدس”، فهذا يعني أن القدس هي القضية الأولى للأمة العربية ومحور اهتمامها، والقدس دائماً بالمناسبة هي في قلوب العرب والمسلمين في كل بقاع العالم، والتأكيد في قرارات القمة بخصوص رفض قرارات واشنطن حول نقل سفارتها للقدس المحتلة، واعتبار الرئيس الأمريكي «دونالد ترمب» القدس عاصمة موحدة للاحتلال، وأنبه هنا أنه يجب الحفاظ على كل القرارات العربية التي اتخذت في قمم سابقة حول ما يتعلق بالقدس وحمايتها، وألا تمر قرارات نقل بعض الدول لسفارتها للقدس أسوة بواشنطن، والوقوف بمواقف عربية صلبة تكسر كل من يحاول كسر حرمة القدس، فهي مدينة محتلة، وتنطبق عليها قرارات الشرعية الدولية، وقرار نقل السفارات للقدس مخالف للقوانين الدولية، والقدس هي عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة.
ما أهداف الاحتلال من تصعيد عمليات الإبعاد والتهجير بحق المقدسين؟
– هي محاولات تهدف لتخويف وترويع أهالي القدس، ومنع مقاومتهم للاحتلال، خاصة مع تصاعد مقاومة المقدسيين لإجراءات الاحتلال التي تهدف لشطب المدينة المقدسة، من خلال تهجير سكانها منها وتعزيز الاستيطان في المدينة المقدسة، كما أن هناك عمليات رباط مستمرة في المسجد الأقصى من قبل المقدسيين والفلسطينيين لإحباط محاولات المستوطنين اقتحام الأقصى، وكل محاولات الاحتلال بحق القدس من إبعاد وتهجير لن تثني سكانها عن مواصلة صمودهم في القدس والأقصى المبارك لحمايته من التهويد رغم الإبعاد وسحب الإقامات والتهديد بالقتل، والاعتقالات، وحتماً سيرحل الاحتلال ولن يكسر إرادة الصمود الفلسطينية.
كيف تبدو الأوضاع في القدس قبل وأثناء شهر رمضان؟
– رغم كل الإجراءات العدوانية الشرطية والأمنية وتحويل الاحتلال للقدس ومحيطها لثكنة عسكرية خلال شهر رمضان المبارك، ونشر الكاميرات في كافة شوارع القدس، إلا أن الشعب الفلسطيني في القدس يستقبلون هذا الشهر الفضيل بكل همة ونشاط، يؤدون صلاة التراويح في باحاته، ولرمضان نفحات خاصة به في مدينة القدس الشريف التي تتزين كل عام حين استقبال الشهر المبارك، والكل يشد الرحال للأقصى للصلاة فيه، وشد الرحال إليه هدفه تعزيز صمود الأقصى والقدس في وجه الاحتلال، والحصول على الأجر المضاعف في الصلاة في الأقصى خلال شهر رمضان المبارك، رغم الإجراءات العسكرية التي تفرضها شرطة الاحتلال على مداخل المدينة المقدسة لتعيق حركة المصلين والزوار للأقصى.
لو تحدثنا عن القائمة الذهبية في القدس؟
– حقيقة، هناك أخوة وأخوات من حراس الأقصى والأوقاف في القدس والمرابطين في الأقصى يدافعون عن القدس والأقصى بكل ما يمكن أن يدافعوا عنه من قوة وبسالة وشجاعة، هؤلاء يطلق عليهم القائمة الذهبية، هم يشرفوا الأمة، على القائمة البيضاء، يجب أن تكتب أسماء هؤلاء بحروف من ذهب، وقد منعهم الاحتلال من دخول القدس والأقصى، ووضعهم على القائمة السوداء، وقرر فرض كثير من العقوبات بحقهم، هؤلاء هم شرف الأمة وتحية لهم على صمودهم.
ما رسالتكم للأمتين العربية والإسلامية لمواجهة مخططات الاحتلال للنيل من القدس والأقصى؟
– نقول: القدس أمانة العرب، وعهد في رقاب العرب والمسلمين جميعاً، ورثوا هذا العهد منذ خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، حين استلم مفاتيح القدس بعد فتحها، وعلى الكل العربي والمسلم خدمة القدس كل في مكان مسؤوليته، وآن الأوان لتحمل المسلمين مسؤوليتهم الدينية على القدس، والحفاظ عليها ومقدساتها، وألا يلحق بها أي ضرر، ودعمها في المحافل الدولية الدبلوماسية، والقانونية، وإرسال رسالة للعالم أجمع أن الأمة العربية لا تفرط في أقصاها وقدسها، وأنها مدينة عربية محتلة يجب دعمها من أجل الخلاص من الاحتلال، والتأكيد في كل المحافل الدولية أنها عاصمة الدولة الفلسطينية.