يمكن البدء بتدريب الطفل بالصوم ابتداءً من السحور إلى الوقت الذي يستطيعه ثم يزداد بشكل متدرج
الضغط قد يدفعه للصوم أمامك وتناول الطعام في الخفاء وقد يكره رمضان بسبب ذلك
احرص على أن تجلس مع طفلك وتفتح المصحف وتقص عليه كل مرة قصة قرآنية بطريقة مناسبة
شجع طفلك على أن يكون له دور في خدمة المصلين كأن يشارك في تقديم بعض المشروبات
حين يشتكي من الجوع أو العطش تحدث معه عن كثير ممن لا يجدون الطعام والشراب وأن علينا مساعدتهم
مع حلول شهر رمضان المبارك تفتح أبواب الخيرات والطاعات، وتنطلق فيه الروح في أجواء إيمانية راقية، يشعر معها المرء بخفة في العبادة وإقبال على الطاعة دون عناء، فيسعى كثير منا لاستثمار هذه المنحة الربانية بالارتقاء بعباداتهم وتربية نفوسهم وتهذيب أخلاقهم.
وفي ظل هذا الانشغال بالنفس، يغفل البعض عن استثمار أجواء رمضان المبارك في تربية أبنائهم والارتقاء بهم وغرس بعض المعاني والقيم الطيبة في نفوسهم.
في السطور التالية، سنطرح بعض الأفكار والوسائل التربوية التي نرجو أن تساعدنا على استثمار هذه الأجواء الرمضانية في تدريب الأبناء على بعض العبادات واكتساب بعض القيم.
أولاً: تدريب على الصيام:
من أولى العبادات التي من الضروري أن تعتني بتدريب طفلك عليها خلال رمضان هي الصيام، وإليك بعض الخطوات العملية التي تساعدك على ذلك.
1- تحدث مع طفلك عن الصيام وأجر الصائمين، بأسلوب جذاب ومشوق ومناسب لعمره.
2- يمكنك البدء بتدريبه بأن يصوم ابتداءً من السحور إلى الوقت الذي يستطيعه، ثم يزداد هذا الوقت بشكل متدرج، بحسب قدرته على الصيام، حتى يصل إلى صيام نهار رمضان بأكمله.
ويمكن -بطريقة أخرى- البدء بتدريبه على الصيام بتأخير تناوله لإفطاره اليومي، فبدلاً من تناوله في السابعة صباحاً مثلاً يُؤخر إلى الثانية عشرة ظهراً، ثم يصوم بعدها الوقت الذي يستطيعه، وبشكل متدرج يتم زيادة هذا الوقت، حتى يستطيع أن يصوم اليوم كله.
3- احرص على تأخير تناول السحور إلى ما قبل أذان الفجر.
4- احرص على احتواء السحور على الأطعمة التي تقلل شعوره بالعطش.
5- انصحه بالتقليل من بذل أي جهد بدني كبير، يشعر معه بالإرهاق الشديد أثناء صيامه.
6- اشغله بشكل مفيد ومرح أثناء صيامه؛ حتى لا ينصبّ تركيزه على الصيام والجوع والعطش، خاصة قبل أذان المغرب.
7- ابتعد تماماً عن أسلوب الضغط والتخويف والعقاب أثناء تدريبه على الصيام؛ لأن ذلك ربما يدفعه إلى الصوم أمامك ليحمي نفسه من العقاب، ثم يتناول الطعام والمشروبات في الخفاء، كما أن ذلك يشعره بأن الصيام مصدر لعقابه، فيجعله كارهاً للصوم.
8- راعِ الفروق الفردية بين الأطفال، ولا تقارنه بغيره، فكل قدراته الخاصة.
9- شجعه على الصيام بالثناء عليه، وبتقديم بعض الهدايا العينية أو المكافآت المادية غير المبالغ فيها عن كل يوم يصومه أو حتى عن صيامه بعض الوقت.
ثانياً: حب القرآن والتعلق به:
رمضان شهر القرآن، فيه أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم، ويكثر الناس من تلاوته والاحتفاء به، لذا من الضروري أن تستثمر ذلك في غرس حب القرآن والارتباط به في نفس طفلك، ويساعدك على ذلك.
1- تحدث معه عن فضائل تلاوة وحفظ القرآن، التي ترغبه وتحببه في القرآن.
2- قص بعض القصص المتعلقة بالاحتفاء بالقرآن خلال شهر رمضان، من سير الصالحين، وكيف كانوا يتعاملون مع القرآن في رمضان.
3- تحدث معه عن ذكرياتك ومواقفك الشخصية مع القرآن في رمضان.
4- كن قدوة عملية له في تلاوة القرآن والاحتفاء به.
5- احرص على أن تجلس مع طفلك وتفتح المصحف وتقص عليه في كل مرة قصة من قصص القرآن بطريقة تناسب عمره وقدرته على الاستيعاب؛ كقصة أصحاب الفيل، وقصة موسى عليه السلام وقصة الهدهد.. إلخ.
6- حثه على قراءة بعض آيات القرآن بشكل يومي، بما يناسب عمره وقدرته على التلاوة.
7- شجعه على حضور إحدى حلقات تعليم القرآن، التي تكثر في شهر رمضان.
8- نظم مسابقة لحفظ القرآن على مستوى أسرتك تتناسب مع قدرات الأبناء، مع منحهم جوائز على هذا الحفظ، وشجعهم كذلك على المشاركة في مسابقات القرآن.
ثالثاً: صلاة التراويح:
احرص على غرس حب صلاة التراويح في نفس طفلك ودربه على الانتظام في أدائها، ويساعدك على ذلك:
1- تحدث معه عن فضل صلاة التراويح بطريقة مناسبة له.
2- احرص على اصطحابه معك في صلاة التراويح، واشترِ له بين الفترة والأخرى شيئاً يحبه بعد أدائها مباشرة.
3- اجعلها مناسبة تجتمع عليها الأسرة، وأتبعها بأجواء مبهجة، كأن تتناولوا بعدها بعض المشروبات أو الأطعمة التي يفضلها طفلك.
4- حاول التنسيق مع القائمين على المسجد لتقديم بعض الحلوى أو الهدايا التي يحبها الأطفال.
5- اجتهد في التنسيق مع إمام المسجد لتنظيم مسابقة يومية للصغار الذين يحضرون التراويح.
6- شجع طفلك على أن يكون له دور في خدمة المصلين أثناء الصلاة، كأن يشارك في تقديم المياه أو بعض المشروبات أو الحلوى في وقت الاستراحة بين الركعات.
رابعاً: عبادة الدعاء:
يعد رمضان فرصة كبيرة لتدريب طفلك على عبادة الدعاء، ويمكنك ذلك بأن تجتمع مع أبنائك قبل أذان المغرب على الدعاء، ثم تشجع كل واحد منهم أن يدعو الله بما يحبه ويرجو تحقيقه، كأن يدعو أحدهم أن يرزقه الله بدراجة أو بملابس يحبها أو غير ذلك من احتياجاته المهمة بالنسبة له والمحببة إلى نفسه، ففي ذلك صورة من صور الترابط الأسري الذي يمنح الطفل شعوراً بالاستقرار النفسي من ناحية، ويدربه على الدعاء وعلى الارتباط بالله تعالى من ناحية أخرى.
خامساً: فعل الخير ومساعدة الآخرين:
رمضان شهر الجود والكرم، فاحرص على استثماره في غرس حب الخير ومساعدة الآخرين في نفس طفلك، ويساعدك على ذلك الأمور التالية:
1- كن قدوة لطفلك في كرمك وعطائك وأنت تتعامل مع من حولك، ورمضان فرص كبيرة لذلك.
2- تحدث معه عن فضل ومكانة من يساعد الناس عند الله تعالى، بما يناسب عمره وقدرته على الاستيعاب.
3- احرص على أن تغرس في نفسه أن فعل الخير لا يضيع أبداً، وأنه يعود على صاحبه بالخير في الدنيا قبل الآخرة.
4- الفت انتباهه إلى احتياجات الآخرين، وعلمه كيف يفكر ويهتم بهم، فحين يشتكي مثلاً من الجوع أو العطش أثناء الصيام، فتحدث معه بطريقة مناسبة له عن أن هناك كثيراً ممن حولنا لا يجدون الطعام والشراب والحاجات الضرورية، وأن علينا مساعدتهم ودعمهم لنخفف آلامهم.
5- حثه على الاشتراك معك ولو بجزء قليل من مصروفه في شراء بعض التمر أو غيره، وتوزيعه أمام البيت أو المسجد على من يمر به من الصائمين قبل أذان المغرب.
6- أشركه في تعبئة بعض المشروبات وتوزيعها على المارة قبل أذان المغرب.
7- شجّعه على أن يشارك في تعبئة «حقائب رمضان» وتوزيعها على المحتاجين.
8- شجعه على المشاركة في تجهيز موائد الإفطار العامة.
9- إذا رأيت فقيراً أو محتاجاً أعطه مبلغاً من المال واطلب منه أن يقدمه له، أو إذا تناولت الطعام بمطعم وزاد هذا الطعام اطلب منه ترتيبه وأخذه ليقدمه لمحتاج.
10- شجعه على انتقاء الملابس التي توقف عن ارتدائها ومازالت بحالة جيدة، وبعد تنظيفها وكيها يعطيها لمن يحتاجها.
سادساً: صلة الرحم:
تكثر في رمضان فرص التواصل بين الأهل والأقارب عن غيره من الشهور، فاغتنم ذلك في غرس قيمة صلة الرحم لدى طفلك، ويساعدك في ذلك:
1- تحدث مع طفلك عن فضائل صلة الرحم، وما أعده الله تعالى لمن يصلون أرحامهم.
2- كن نموذجاً له في التواصل مع الأقارب وذوي الأرحام، من خلال التواصل معهم هاتفياً، وزيارتهم، ومشاركتهم في أحزانهم وأفراحهم.. إلخ.
3- احرص على دعوة الأهل والأقارب إلى تناول الإفطار، مع إظهار السرور والبهجة بذلك.
4- أشركه في التخطيط والإعداد لاستقبال الأقارب عند دعوتهم.
5- لَبّ دعوة الأهل، فتلبية دعوة الأهل والأقارب للإفطار معهم تطبيق عملي يتعلم الطفل من خلاله أن يصل رحمه.
6- احرص على إضفاء جو من البهجة والسعادة عند لقاء الطفل بأقاربه، كأن تنظم بعض الألعاب أو المسابقات للأطفال، فهذه الخبرات تسعده وتجعله دائماً متشوقاً للالتقاء بأقاربه.
سابعاً: احترام مشاعر الآخرين:
وهي من القيم التي يعد شهر رمضان فرصة كبيرة لغرسها لدى طفلك، ويساعدك على ذلك:
1- إن كان طفلك مفطراً -لصغره أو لأي سبب آخر- فعليك أن توجهه إلى عدم تناول أي مشروبات أو أطعمة أمام الصائمين، مراعاة واحتراماً لمشاعرهم.
2- لو كان طفلك صائماً وغيره مفطراً سواء من الكبار أو الصغار لعذر، فلا بد أن تدعوه ألا يعيب عليهم ذلك، وأن توضح له سبب الفطر وعذره.
3- اغتنم تلك الأمور كمدخل للحديث مع طفلك عن احترام مشاعر الآخرين بشكل عام، بما يناسب عمره وقدرته على الاستيعاب.