بينما تعمل تركيا على تلبية احتياجات قواتها المسلحة من الأسلحة والذخائر، اعتماداً على التكنولوجيا الحالية، تستعد أيضاً من جهة أجرى، لخوض منافسة التسلح العسكري المتوقع حصوله مستقبلاً.
فالقطاع الخاص في تركيا يعمل منذ مدة على تطوير أنظمة المدافع الكهرومغناطيسية، التي من المنتظر أن تأخذ محل الأسلحة النارية التقليدية في المستقبل القريب.
وفي الآونة الأخيرة، بدأت الدول الرائدة في مجال الصناعات الدفاعية، تكثيف جهودها وصبّ اهتمامها على تطوير أنظمة المدافع الكهرومغناطيسية المعروفة باسم “Rail Gun” (بندقية السكك الحديدية).
ولعل وجه الاختلاف يتضح من خلال المقارنة بين الأسلحة التقليدية والأنظمة الدفاعية المعروفة في يومنا الحاضر، وبين نظام المدافع الكهرومغناطيسي.
فالنوع الأول كالصواريخ والقذائف والرؤوس الحربية والطلقات الكيميائية، تظهر تأثيرها لدى العدو على شكل انفجار وحروق وتخريب.
أما في النوع الثاني، فيتم استخدام الدفع الكهرومغناطيسي الناتج عن الطاقة الكهربائية بدلاً من البارود أو المادة الكيميائية، وذلك بهدف إطلاق القنبلة بسرعة تفوق سرعة الصوت.
وتعمل عدة دول رائدة في مجال الصناعات الدفاعية على تطوير هذا النظام، والذي من المتوقع أن يحل محل الأسلحة النارية التقليدية.
وخصصت دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والصين وألمانيا وروسيا وفرنسا، خلال العشرين عاماً الأخيرة، نحو 5 مليارات دولار لإجراء دراسات في 150 مركز بحث، حول تكنولوجيا الإطلاق الكهرومغناطيسي.
وبالتزامن مع دراسات تلك الدول، تعمل تركيا أيضاً على تطوير أنظمة المدافع الكهرومغناطيسية، إذ بدأ القطاع الخاص فيها أول خطواته عام 2013م، بالاعتماد على الإمكانات المحلية البحتة، حسب “الأناضول”.
ومنذ ذلك التاريخ استطاعت تركيا ابتكار نماذج مختلفة، تمّ تطويرها مع الزمن، كما أنها أجرت أكثر من ألف اختبار ناجح على هذه الأنظمة التي تستطيع قذف ذخائر متنوعة.
وتواصل مستشارية الصناعات الدفاعية في تركيا، استثمارها في مجال الأسلحة الليزرية وأنظمة المدافع الكهرومغناطيسية، التي تعتبر من صنف التكنولوجيا، وتدعم كافة الخطوات الرامية لتطوير الصناعات المحلية في مجال الدفاع.
وتهدف المستشارية إلى تحويل النماذج الأولية التجريبية، إلى منصات أنظمة سلاح، تمهيدا لاستخدامها من طرف قوات الأمن التركية في أقرب وقت ممكن.
كفاءة عالية وتكاليف منخفضة
وتتميز أنظمة المدافع الكهرومغناطيسية عن غيرها من أنظمة القذف التقليدية، كونها تتمتع بقوة دفع كبيرة، تعادل 5 أضعاف سرعة الصوت (1235 م/ثانية)
كما تتميز بقدرة تدمير عالية، إضافة إلى انخفاض تكاليف إنتاجها.