تعرض خمسة شبان مصريين في ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة، الأربعاء الماضي، إلى اعتداء من قبل مواطن أمريكي أبيض عندما كانوا يتناولون طعامهم في مرآب للسيارات خاص بمطعم ماكدونالدز للوجبات السريعة في مدينة سانت أوجستين.
بدأت القصة -بحسب صحيفة “واشنطن بوست”- في نحو الواحدة والنصف ظهراً بالتوقيت المحلي عندما لاحظ الشبان الخمسة أن جون جاي سميث يرمقهم بنظراته من داخل شاحنته الصغيرة أثناء انشغالهم بتناول الطعام، فما كان من أحدهم إلا أن اتصل هاتفيا بالشرطة ليبلغها بالموقف، وما إن أنهى المكالمة حتى اقترب منهم الرجل وبدأ يسألهم: “هل أنتم أمريكيون؟”.
في حقيقة الأمر هم ليسوا أمريكيين، بل طلاب دوليون من مصر تتراوح أعمارهم بين 19 و23 عاماً، حسب ما قال أحدهم -ويدعى عمر عبدالمعطي- للصحيفة، لكنهم لم يكشفوا ذلك لسميث.
يقول عبدالمعطي (23 عاماً): “الحقيقة هي أننا لم ننظر حتى إلى وجهه، لم نُجب عن سؤاله، ولم نتفوه بكلمة، ثم بدأ الرجل يتمتم ببعض العبارات قبل أن يسأل قائلاً: هل تريدون حقاً أن تعرفوا؟”.
اخرجوا من بلادي
ووفقاً لتقرير الشرطة حول ملابسات اعتقال سميث، فإن المعتدي أشهر مطواة كان يخبئها في جيبه، ثم صرخ في وجوه الخمسة قائلاً: “اخرجوا من بلادي! أنتم لا تستحقون الطعام الأمريكي!”.
في تلك اللحظة -يقول عبدالمعطي- “ظننا أننا سنموت”.
وقال شاب آخر اسمه محمد جلال، وهو يدلي بشهادة مشفوعة باليمين أمام الشرطة: “قلنا له، حسناً سيدي سنغادر المكان”.
غير أن الشبان الخمسة لم يغادروا المكان بسرعة على ما يبدو. وهنا -بحسب تقرير الشرطة- استل سميث مسدساً صاعقاً من شاحنته الصغيرة لكي يجبر الشبان على “الهرولة”، على حد تعبير المعتدي.
وأبلغ عبدالمعطي الشرطة أن سميث تقدم صوب الأصدقاء الخمسة عندما كانوا يهمون بركوب سيارتهم، ثم سحب زناد مسدسه الصاعق “ليخيفنا”.
ونقلت “واشنطن بوست” عن كريستين باميس، نائب مدير شرطة المدينة القول: إن جون سميث كانت تفوح منه رائحة الخمر، وكان يتمتم ببعض العبارات.
أنا أمريكي
وأضافت أن سميث أدلى بتصريحات عفوية؛ إذ قال: “أنا أمريكي وهؤلاء الشبان كانوا يحدثون جلبة، فأخبرتهم بضرورة مغادرة المكان، فما كان من أحدهم إلا أن استل مسدسه قبل أن يستقلوا سيارة (نيسان) حمراء”.
وعلقت “واشنطن بوست” على تصريح سميث هذا بالقول: إنه لم يُعثر على مسدس داخل السيارة، وفي تصريحاته المسجلة لدى الشرطة، لم يأت سميث على ذكر المسدس مرة أخرى.
وألقت الشرطة القبض على جون جاي سميث واحتجزته بتهم تتعلق بالاعتداء الجسيم بسلاح فتاك قبل أن تفرج عنه بكفالة مالية قدرها 8500 دولار.
وذكرت الشرطة في تقريرها أن الألفاظ التي تفوه بها المتهم تظهر أنه تصرف تجاه الشبان بتلك الطريقة لأنهم مسلمون، لكن ليس من الواضح إذا كان وكلاء النيابة سيوجهون له تهم ارتكاب جريمة كراهية عند مثوله أمام المحكمة.
المصدر : “واشنطن بوست”.