لأول مرة منذ فرض دولة الاحتلال لحصارها على قطاع غزة، تبحر سفن من غزة، في رسالة للعالم أجمع أن عليهم أن يتحركوا لرفع الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة منذ عقد من الزمن.
في ميناء الصيادين الذي يقع على شاطئ مدينة غزة، ترسو سفن الصيادين الذين يتعرضون يومياً للقتل على يد بحرية الاحتلال، وبجانب تلك السفن أعلام عدة دول معروفة بمواقفها الداعمة للشعب الفلسطيني، وميدان نقشت على جدران حائط كبير فيه أسماء شهداء مجزرة “أسطول الحرية” التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق المتضامنين الأتراك الذين كانوا على متن سفينة مرمرة التركية التي كانت في طريقها لغزة قبل عدة سنوات.
ويقول د. صلاح عبدالعاطي، منسق اللجنة القانونية لسفن كسر الحصار: إن هناك عدة أهداف لسفن كسر الحصار التي ستنطلق من قطاع غزة؛ أول هذه الأهداف لفت انتباه العالم للحصار الظالم الذي تفرضه سلطة الاحتلال، وكذلك تأكيد على استمرارية مسيرات العودة، والهدف الثالث التواصل مع العالم الخارجي خاصة المتضامنين الأجانب مع مرور ثمانية أعوام على المجزرة التي ارتكبتها بحرية الاحتلال بحق أسطول الحرية.
وأكد عبدالعاطي أن الاحتلال قصف العديد من سفن كسر الحصار قبل عدة أيام قبل إبحارها، وهناك تهديدات متواصلة من قبل الاحتلال للنشطاء المشاركين في تلك المسيرات.
وأشار عبدالعاطي إلى أن هذه الرحلة البحرية التي سيشارك فيها طلبة ومرضى، هي رحلة رمزية، ولكنها تحمل الكثير من الدلائل بأن الشعب الفلسطيني متمسك بحقوقه المشروعة، ويطالب أن يعيش بحرية كما كل دول العالم، وتحمل الأمل في الحياة والخلاص من الاحتلال.
على صعيد متصل، يقول الكاتب والمحلل السياسي محمد سالم لـ”المجتمع”: إن رحلة “أسطول الحرية”، تحمل في طياتها الكثير من الأهداف، وهي رسالة على الشعب الفلسطيني لن يقبل بعد اليوم أن يستمر الحصار.
وأكد سالم أن انطلاق سفن الحرية من غزة يتزامن معها انطلاق سفن أخرى لسفن كسر الحصار من عدة عواصم أوروبية، حيث انطلقت سفن كسر الحصار من العاصمة الدنماركية كوبنهاجن وعلى متنها عشرات النشطاء يحملون الغذاء والدواء لغزة المحاصرة.
وأوضح سالم أن الزخم الكبير الذي حققته مسيرات العودة، وتوسيع الفلسطينيين في غزة لدائرة الاشتباك مع الاحتلال، هي بهدف مواصلة الضغط على الاحتلال لرفع حصاره عن غزة، وإلا فإن الشعب الفلسطيني سيطور مزيداً من الأشكال النضالية بهدف رفع الحصار.
من جانبه، قال الجريح محمود خضر، الذي أصيب في مسيرات العودة على السياج الفاصل شرق قطاع غزة، لـ”المجتمع”: إنه جاء إلى ميناء غزة لتسجيل اسمه مع المشاركين في سفن كسر الحصار، علَّ هذه الرحلة توصله لبر الأمان ويتمكن من مواصلة علاجه في الخارج بعد أن عجزت مستشفيات قطاع غزة التي تعاني نقصاً في الأدوية والمستلزمات الطبية من علاجه.
في السياق، يقول المواطن الغزي محمد حمدونة: إن رسالة سفن كسر الحصار هي أن الشعب الفلسطيني ضاق ذرعاً بالحصار “الإسرائيلي”، والشعب الفلسطيني يريد العيش كما بقية دول العالم.
ويتزامن انطلاق سفن كسر الحصار مع استمرار مسيرات العودة التي سقط فيها نحو 120 شهيداً فلسطينياً وآلاف الجرحى، وكذلك مع الذكرى الثامنة لمجزرة “أسطول الحرية” التي ارتكبتها بحرية الاحتلال فجر 31 مايو 2010، حيث قتل وأصيب العشرات من النشطاء الأجانب الذين كانوا على متن الأسطول معظمهم من المتضامنين الأتراك، بينما كانوا في طريقهم لقطاع غزة.