” تغطية كأس العالم في روسيا العظمى: بوتين يأمر برسم جداريات للسكان السعداء على المباني المتهالكة لتغطية الفقر”.. تحت هذا العنوان نشرت صحيفة “ذا صن” البريطانية تقريرا حول الإجراءات الغريبة التي فرضها الرئيس الروسي فلاديمير يوتين على السكان المقيمين في المدن التي ستشهد مباريات كرة القدم وتدريب لاعبي المنتخبات.
وقالت الصحيفة في التقرير الذي نشرته على موقعها الإلكتروني إن الروس ممنوعون من النظر من نوافذ الشقق السكنية واستخدام شرفاتهم خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم التي ستنطلق في روسيا الشهر المقبل.
وأوضحت الصحيفة أنهم إذا كانوا يعيشون في نفس المدينة التي بها موقع للتدريب، يتم إجبارهم على توقيع وثائق يتعهدون فيها بعدم تصوير اللاعبين أو حتى مراقبة مرور القوافل المرتبطة بكأس العالم كرة القدم.
وفي مدينة كالينينجراد تم وضع لافتات فوق النوافذ الزجاجية المكسورة في مصنع مهجور “لتجميل” المدينة الصناعية من الإهمال. كما تظهر نوافذ ذات طراز محلي مزودة بزهور وردية.
وفي مدينة روستوف أون دون تم وضع ملصقات تصور السكان السعداء وهو يلوحون من نوافذ مباني آيلة للسقوط في الوقت الذي تجري فيه عملية تجميل ضخمة.
أما في غيليندزيك وهو منتجع على البحر الأسود، حيث توجد مواقع تدريب لمنتخبي أيسلندا والسويد، أصيب السكان بصدمة بعد أن صدرت أوامر بتوقيع تعهدات ملزمة قانونياً بعدم دخول الشرفات أو “مراقبة” اللاعبين من نوافذ المنزل.
وهناك مخاوف من إمكانية مواجهة عقوبات من جهاز الأمن “FSB” أو الشرطة، في حال عصوا الأوامر.
وتشبه القيود الصارمة المفروضة وفقا للطراز السوفيتي المطالب التي توجه للسكان الذين يعيشون على طول الطرق التي من المقرر أن يمر منها موكب فلاديمير بوتين، بحسب توصيف الصحيفة.
وعن هذا يقول أحد المتقاعدين: “لكننا نتحدث عن فريق كرة القدم الأيسلندي – وليس رئيسنا .. لقد مُنعت من الخروج لشرفتي لتدخين سيجارة”.
والقيود ليست مفروضة فقط على المقيمين الذين تطل شققهم على مرافق التدريب مباشرة، ولكن على الكثير من الآخرين المقيمين في المنتجع الذي يضم 55000 نسمة.
واتهم شيوعيون فلاديمير بوتين بتحويل مواقع كأس العالم إلى “قرى بوتيمكين” في العصر الحديث.
ويعود مصطلح “قرى بوتيمكين،” إلى حادثة قديمة في روسيا خلال القرن الـ18، قام فيها الحاكم الروسي آنذاك، غريغوري ألكسندروفيتش بوتيمكين، ببناء مستوطنات مزيفة لإخفاء الظروف المتداعية في جزيرة القرم، أثناء زيارة للإمبراطورة كاترين الثانية.
ومنذ ذلك الحين، ارتبط مصطلح “قرى بوتيمكين” بالأماكن الاصطناعية التي تبنى لإخفاء الهوية الحقيقية لمكان ما، غالباً ما يكون غير جميلاً بحسب مصر العربية.