تساءلت صحيفة “الجارديان” البريطانية عمن سيفوز في الحرب التجارية التي أشعلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع أغلب دول العالم، مشيرة إلى أن الرؤساء السابقين أدركوا أن المكاسب يمكن أن تتحقق لصالح البلاد عن طريق التعاون مع العالم، وليس محاربته.
وقالت الصحيفة، بعد إعلان ترامب الحرب التجارية سوف يظهر قريبا ما إذا كان يمكنه الفوز فيها أم لا؟، فقد شنت إدارته هجومًا على الحلفاء، بجانب الصين، وفرض الجمارك على واردات الصلب والألمنيوم وهو ما يدعم التزام حملته الانتخابية، وشعاره “أمريكا أولاً”، ومع أن كل رؤساء الولايات المتحدة يفكرون أولاً بمصالح الأمريكيين، إلا أنه نادرا ما تم تفسيرها بشكل فج، فقد أدرك معظمهم أن البلاد تكسب من التعاون الدولي، والنظام القائم على القواعد، وليس ما يفعله ترامب.
وأضافت، إن رسالته تعكس الفشل العميق للنظام الاقتصادي القائم، حيث جعلت العولمة هناك أغنياء بجانب العديد من السلع الاستهلاكية رخيصة، ورأى آخرون أن وظائفهم تختفي، لكن التجارة الحرة لها ثمن – كما يتفق الصينيون- ومع ذلك فإن دواء ترامب لن يعالج المريض، ولكنه قد يسبب بالمزيد من الضرر.
وتابعت، من المحتمل أن ينظر إلى التعريفات الجمركية على المكسيك وكندا جزئياً على أنها رسالة تحذير للصين مفادها:” إذا لعبنا بقوة مع حلفائنا، فتوقعوا ما يمكن أن نفعله معك”، حيث يزور وزير التجارة “ويلبر روس” بكين للضغط على نظرائه لتضييق العجز التجاري البالغ 375 مليار دولار.
وبحسب الصحيفة، تحت الخلاف الاقتصادي يكمن عداء واسع ومتعاظم إلى القوة المتنامية للصين وتحديها للهيمنة الأمريكية والذي تغذيها السلطوية المتزايدة لبكين في الداخل وقوة العلاقات الدولية، لكن من الصعب أن نكون متأكدين مما يريد ترامب عندما شهدت العلاقات الثنائية مثل هذه الانتكاسات المفاجئة.
ورغم الانقسامات داخل الإدارة والمخاوف بشأن آثار التعريفات الجمركية على الشركات المحلية، إلا أن نفاد صبر ترامب يدفع أيضاً إلى اتخاذ إجراءات متهورة، وأحيانًا يتم إسقاطها في وقت لاحق، ويبدو أن إبرام صفقة مع كوريا الشمالية هو الأولوية في بعض الأحيان.
وأوضحت الصحيفة أن ترامب يعتقد أن شخصيته التجارية هي مفتاح النجاح الدولي بالإضافة إلى الدعم المحلي، وهذا غير صحيح، لأن التفاوض على عالم معقد من الصراعات والمصالح المشتركة من الأمن إلى الاقتصاد، أمر صعب، وإذا كانت حماية اقتصاد الولايات المتحدة وتشجيع الصين على اللعب بصورة منصفة هي أولويته الحقيقية، فهو بحاجة إلى استراتيجية وكل المساعدة التي يمكنه الحصول عليها، ويشاطر الكثيرون في الاتحاد الأوروبي وآسيا مخاوف الولايات المتحدة بشأن المنافسة غير المشروعة من الصين، وإذا أدارت الولايات المتحدة ظهرها للنظام الدولي، فلماذا يجب على أي شخص آخر الالتزام بالقواعد؟.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول، أعلنت كندا والمكسيك عن إجراءات مشابهة، وحذر الاتحاد الأوروبي من أن السلع الأمريكية قد تواجه نفس المصير الذي تلاقيه المنتجات الاوروبية، وهددت الصين باستهداف المنتجات الأمريكية بما في ذلك فول الصويا، فهي تستهلك ما يقارب ثلث حصاد الولايات المتحدة، ومخاطر نشوب حرب تجارية شاملة بين أكبر ثلاثة اقتصادات في العالم حقيقية، ومن المرجح أن يثبت أي فوز يزعمه ترامب أنه خادع للمواطنين بحسب مصر العربية.