استبعد نائب رئيس مركز الأبحاث الإيرانية، حقي أويغور، موافقة إيران على الشروط الأمريكية الـ 12، لرفع العقوبات عنها والتوصل لاتفاق جديد بشأن برنامجها النووي، لافتًا إلى أن التوتر بين البلدين يمضي نحو المواجهة العسكرية.
جاء ذلك في مقابلة مع الأناضول، أفاد فيها أن الصورة الإيجابية التي ارتسمت حول إيران في الإعلام الغربي خلال حكم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، أخذت تتحول بالاتجاه المعاكس سلبا مع بدء ولاية دونالد ترامب.
وأضاف أويغور أن الأحداث السلبية المتعلقة بحقوق الإنسان في إيران خلال عهد أوباما، لم تكن تظهر على وسائل الإعلام كثيرًا، إلا أنه مع دخول ترامب للبيت الأبيض بدأت الأخبار السلبية تُعرض في وسائل الإعلام بشكل أكبر، وستزداد أكثر في الفترة المقبلة.
وأردف قائلًا: أن هذا التحول في الإعلام الدولي سببه تبدل سياسة واشنطن نحو طهران، حيث أننا نتجه نحو مرحلة ستزداد فيها العقوبات الأمريكية على إيران.
وأشار إلى أن واشنطن ستطلق المزيد من حملات خلق الإنطباع المضاد لإيران بهدف الضغط أكثر عليها، لأن حقوق الإنسان تعد واحدة من نقاط الضعف فيها.
وأضاف: “هناك حالات تضييق كثيرة في مجالات عديدة كاللباس والحجاب، ودخول النساء إلى الملاعب. هذه المواضيع لم تكن تُعرض في الإعلام الدولي سابقًا، لكنها ستزداد بكثرة خلال الفترة القادمة”.
** دعوة ترامب الشعب الإيراني للتظاهر
وأشار أويغور إلى احتجاجات أتباع طريقة “غونابادي” الصوفية في إيران العام الماضي، معربًا عن توقعاته بأن تشهد البلاد خلال المرحلة المقبلة المزيد من حالات التمرد الشعبي.
وأضاف: “الشعب الإيراني بالأصل يعاني من مشاكل اقتصادية كبيرة، وأخذ يتأثر بالضغوط الدولية المتزايدة، حيث شهدت البلاد مؤخرا احتجاجات لسائقي الشاحنات، ومع ازدياد العقوبات الاقتصادية على طهران، سنشهد المزيد من الاحتجاجات، حيث فُرضت مؤخرًا زيادة كبيرة في أسعار الكثير من المواد الأساسية، والأدوية، والسجائر”.
وأشار إلى أن آثار العقوبات الاقتصادية الأمريكية التي ستدخل حيز التنفيذ في 6 أغسطس/ آب القادم، بدأت تظهر منذ الآن.
واستطرد قائلا: “ومع ازدياد انعكاس العقوبات على الشعب الإيراني، ستزداد حالات التظاهر والاحتجاجات، وهو ما يريده ترامب بالأصل، إذ أنه يقول من ناحية إن الشعب الإيراني ليس مستهدفًا بالعقوبات، ومن ناحية أخرى يدعوه للنزول إلى الشوارع”.
وأوضح أويغور أن الأيام الأخيرة شهدت زيادة كبيرة في أعداد الإيرانيين القادمين إلى تركيا، سواء بالطرق القانونية أو غير القانونية.
وبيّن أن الكثير من الإيرانيين يرغبون بالمجيء إلى تركيا، بمن فيهم ذوي الحالة المادية الجيدة، حيث يسعون لشراء بيت والاستثمار والعمل والاستقرار هنا، لأن معظمهم لا يتوقع أن تشهد إيران تحسنا من الناحية الاقتصادية، وإنما يتوقع أن يزداد الوضع سوءًا.
** 12 شرطاً
وحول تعليمات المرشد الإيراني علي خامنئي، الأسبوع الماضي، بشأن زيادة معدلات تخصيب اليورانيوم، قال أويغور، إن الأمر سيزيد من حدة التوتر بين طهران وواشنطن.
وأشار أويغور إلى أنه التقى أكاديميين وسياسيين في الخارج معظمهم لديه قناعة بأن اتجاه العلاقات الأمريكية الإيرانية مثير للقلق.
وأوضح: “في حال لم يتراجع أحد الطرفين خطوة إلى الوراء في اللحظة الأخيرة، فإن الأمور تتجه نحو المواجهة العسكرية، لأن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أعلن 12 مادة لرفع العقوبات عن طهران، لكن لا يبدو أن إيران ستوافق على ذلك”.
وأردف “جميع من يرى المواد يتساءل حول هدف الولايات المتحدة الحقيقي من ذلك، هل هو الاستمرار في المفاوضات مع إيران، أم طرح شروط تعجيزية بهدف التحضير لعملية عسكرية. وتصريحات إسرائيل، ومواقف السعودية تحمل إشارات حول احتمالية المواجهة العسكرية بين واشنطن وطهران”.
وكان وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أعلن في 21 مايو/أيار الماضي 12 شرطًا لبلاده للتوصل إلى اتفاق جديد مع إيران بشأن برنامجها النووي.
ومن أبرز تلك الشروط، الكشف عن كل التفاصيل المرتبطة ببرنامجها النووي والسماح لوكالة الطاقة الذرية بالتفتيش المستمر، مع التوقف عن تخصيب اليورانيوم، وغلق المفاعل الذي يعمل بالماء الثقيل، ومنح الوكالة الدولية نفاذاً شاملاً لكل المحطات النووية الإيرانية.
كما طالبها بوضع حد لانتشار الصواريخ البالستية والصواريخ التي يمكن أن تحمل رؤوسًا نووية، وإطلاق سراح الأمريكيين وكل المواطنين الحاملين لجنسيات من دول حليفة لواشنطن، والمحتجزين في إيران.
وفي 8 مايو/أيار الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الانسحاب من الاتفاق الذي يقيّد البرنامج النووي الإيراني في الاستخدامات السلمية مقابل رفع العقوبات الغربية عنها.
كما أعلن ترامب إعادة العمل بالعقوبات الاقتصادية على طهران والشركات والكيانات التي تتعامل معها.