التحضير لانتخابات بلدية القدس المحتلة، المزمع عقدها في أكتوبر القادم بدأت مبكراً، لتجسيد سلطة الاحتلال على كامل المدينة من خلال اليافطات الانتخابية الكبيرة المعلقة على أماكن مختلفة في أحياء القدس المحتلة وفي البلدة القديمة.
المقدسيون يرفضون المشاركة في انتخابات البلدية باعتبارها انتخابات تعطي الاحتلال شرعية على مدينتهم المحتلة.
د. جمال عمرو يقول في حديث معه: نشاهد يافطات انتخابية كبيرة تابعة لمرشحين لانتخابات بلدية القدس المحتلة، وهذا الأمر عليه إجماع عند المقدسيين عدم التعاطي مع أي إغراءات تعطى للمواطنين مقابل المشاركة في العملية الانتخابية لاختيار ممثلين من الأحزاب الصهيونية والدينية المتطرفة، فهدف الاحتلال من الدعاية الانتخابية في الأحياء المقدسية التي باتت محاصرة بالبؤر الاستيطانية ولم يسلم منها أي حي مقدسي، رسالة واضحة للعالم بعد قرار ترمب المشؤوم أن القدس لليهود.
وأضاف: من يشارك من أبناء القدس يعتبر في نظر المقدسيين مشبوهاً ومنبوذاً وليس لها أي اعتبار لديهم، لذلك نرى المقاطعة شبه كاملة بالرغم من استخدام الأحزاب الصهيونية والدينية وسائل ترهيب وترغيب، فالمقدسي يخضع اليوم إلى مجموعة من الضغوط من كافة أذرع المؤسسة السياسية والأمنية في الدولة العبرية.
الحاج خالد السيوري “أبو حسين” (61 عاماً) من أقدم حراس المسجد الأقصى قال في اتصال معه: نحن في القدس نرفض كل أشكال التعاطي مع الاحتلال الظالم على مدينتنا، وانتخابات البلدية جزء من سياسة خبيثة يراد بها استدراج المقدسيين إلى انتخابات يراد منها تثبيت أركانهم في المدينة وتسويق هذا الأمر لكل العالم بان عاصمتهم يشارك في انتخاباتها كافة الأطياف الدينية في المدينة وهذا لن يكون، فقرار المواطن المقدسي نابع من وعي كامل لخطورة المشاركة على مستقبل المدينة وفي مقدمتها المسجد الأقصى المستهدف بشكل مباشر من البلدية العنصرية التي يكون رئيسها في العادة من أكثر العنصريين في حزبه.
د. ناجح بكيرات، رئيس أكاديمية القرآن في المسجد الأقصى، أكد في حديث معه وجود فتوى دينية تحرم المشاركة وتعتبر من يشذ عن هذه الفتوى معاوناً للاحتلال، لذا فمازال الرفض المقدسي قائماً خصوصاً بعد انكشاف مخططات مرعبة لبلدية الاحتلال من خلال المشاريع التي تقوم بها حول المسجد الأقصى من تلفريك هوائي وقطار سياحي من فوق المسجد الأقصى ومقبرة الرحمة ومصادرة أجزاء من مقبرة الرحمة لتحويلها إلى حدائق تلمودية، وتهويد المحيط بمخططات مرعبة، إضافة إلى ممارسة رئيس البلدية الحالي طقوساً تلمودية فوق مبنى المدرسة الأشرفية في القسم الشمالي للمسجد الأقصى ما بين باب الأسباط وباب الغوانمة من خلال غرف خصصت لهذه الغاية وهي قريبة على قبة الصخرة المشرفة.
المواطن المقدسي عزيز الكسواني يقول: في كل انتخابات للبلدية يكون هناك مقاطعة، وهذا ما اعتاد عليه المواطنون في القدس المحتلة، ونحن نترجم هذا الأمر على أرض الواقع، وتخفي البلدية عدم المشاركة بدعاية مضادة تتضمن مشاركة الجميع في هذه الانتخابات دون تقديم أي إثباتات للرأي العام.
الخبير المقدسي د. جمال عمرو يتحدث عن الوزن الانتخابي للمقدسيين قائلاً: نحن نتحدث عن نسبة مهمة تصل إلى 37%، وهذا الأمر تهتم به المؤسسة “الإسرائيلية”، وتحاول باستمرار استمالته إلى هذه الانتخابات بزعم إمكانية تقديم مساعدات لهم، وهذا الأمر يتنبه إليه المواطن المقدسي لأن بلدية القدس تدار من قبل رئاسة الحكومة في الدولة العبرية.
يشار إلى أن أمين سرّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير د. صائب عريقات، حث الكل المقدسي على مقاطعة انتخابات بلدية الاحتلال “الإسرائيلية” المقررة في أكتوبر القادم، فالاعتراف الأمريكي الأحادي وغير القانوني بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل”، فإن المشاركة في الانتخابات ستساهم في مساعدة المؤسسة “الإسرائيلية” في ترويج مشروع القدس الكبرى، والبلدية “الإسرائيلية” في القدس ذراع من أذرع الحكومة، وتؤدي دورًا متكاملًا معها لتنفيذ مشروعها الاستيطاني الاستعماري وعمليات التطهير العرقي وجعل حياة المقدسي مستحيلة في مدينته.