انتقدت مقررة الأمم المتحدة بشأن ميانمار “يانغي لي”، مذكرة التفاهم الموقعة بين المنظمة الدولية وحكومة ميانمار لتسهيل عودة اللاجئين الروهنغيا إلى ديارهم، وقالت إنها لا تتيح للمسلمين في بنغلاديش العودة الطوعية إلى بلادهم بكرامة وأمن”.
وفي تقريرها الجديد الذي عرضته خلال الجلسة الـ 38 لمجلس حقوق الإنسان المستمرة في مكتب الأمم المتحدة في جنيف، والتي تتناول حقوق الإنسان في ميانمار، أضافت لي أن حكومة ميانمار لا تزال ترفض منحها إذنًا لدخول البلاد؛ كما لم يصدر ردٌ من الحكومة الهندية على طلبها المتعلق بزيارة اللاجئين الروهنغيا في الجزء الهندي من كشمير.
وأشارت لي أن تقريرها يستند إلى مقابلات أجرتها مع الآلاف من المسلمين الروهنغيا في مخيمات منطقة كوكس بازار في بنغلاديش التي تستضيف ما يقرب من مليون مسلم أراكاني، وأن 128 ألفًا من هؤلاء اللاجئين أجبروا على ترك ديارهم واللجوء إلى بنغلاديش بسبب العنف الذي تعرضوا له عام 2012.
وأضافت في تقريرها أن عدم إعلان مضمون مذكرة التفاهم الموقعة بين الأمم المتحدة وحكومة ميانمار أمام الرأي العام، وافتقارها إلى الشفافية، يدعو لعدم الارتياح.
ولفتت إلى أن عدم منح مسلمي أراكان الذين يعيشون في بنغلاديش صفة “لاجئين” وعدم تسميتهم بـ “الروهنغيا”، في مذكرة التفاهم التي جرى التوقيع عليها بين الأطراف، بما في ذلك الأمم المتحدة، يدعو إلى الدهشة.
ومطلع يونيو/ حزيران الجاري، وقّعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، على مذكرة تفاهم ثلاثية مع حكومة ميانمار تمهّد لعودة اللاجئين الروهنغيا إلى ديارهم.
ورحب الأمين العام أنطونيو غوتيريش بمذكرة التفاهم بين ميانمار والأمم المتحدة، باعتبارها “خطوة أولى لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع في راخين” (أراكان).
وأطلق جيش ميانمار ومليشيات بوذية متطرفة، منذ 25 أغسطس/ آب الماضي، موجة جديدة من الجرائم ضد الروهنغيا، وصفتها الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية بأنها “تطهير عرقي”.
ووفق الأمم المتحدة، فر قرابة 700 ألف من مسلمي الروهنغيا من ميانمار إلى بنغلادش، 60 بالمائة منهم أطفال، هربًا من حملة القمع.
وجراء تلك الجرائم، قتل ما لا يقل عن 9 آلاف شخص من الروهنغيا، بحسب منظمة “أطباء بلا حدود” الدولية.