ناقش المئات من الشخصيات الفلسطينية البارزة، الخميس في إسطنبول، سبل التصدي لما يسمى “صفقة القرن” التي تسعى الإدارة الأمريكية لتمريرها.
جاء ذلك خلال ندوة نظمها “مؤتمر فلسطينيي الخارج” مساء الخميس في منطقة بنديك، بالجانب الآسيوي من إسطنبول، تحت عنوان “القدس وقرارات (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب.. الدوافع، التحديات، سبل المواجهة”.
وتأتي الندوة على هامش فعاليات اجتماع الهيئة العامة “للمؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج”، الذي تنطلق أعماله الجمعة وتستغرق يومين.
وشارك في الندوة ريما خلف، الأمينة التنفيذية السابقة للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا “إسكوا”، والشاعر “تميم البرغوثي”، والمئات من الشخصيات الفلسطينية البارزة.
وناقش المجتمعون سبل التصدي لصفقة القرن التي تستعد الإدارة الأمريكية لإطلاقها بالتنسيق مع قوى إقليمية، بالإضافة لمناقشة وضع خطط عمل فاعلة لإفشال محاولات تصفية القضية الفلسطينية.
وتأتي الندوة في ظل تطورات سياسية وأمنية إقليمية ودولية بالغة الخطورة، خاصة تلك التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وما بات يسمى “صفقة القرن”.
وبحسب تصريحات بعض المسؤولين الفلسطينيين، فإن واشنطن تسعى من خلال صفقة القرن إلى فرض حل سياسي، يقوم على إقامة دولة في قطاع غزة، وحكم ذاتي محدود في الضفة الغربية، مع احتفاظ إسرائيل بالسيطرة على مدينة القدس بشقيها الشرقي والغربي، دون إعطاء الفلسطينيين كافة حقوقهم التي يقرها المجتمع الدولي، وفي مقدمتها دولة فلسطينية على حدود 1967 تشمل القدس الشرقية المحتلة.
وخلال الندوة، قالت “ريما الهنيدي” إن “النضال الفلسطيني تصاعد أكثر من المواقف الرسمية، وعلى الرغم من عدم تحقق المصالحة الرسمية، لكنها تحققت على الصعيد الشعبي”.
وأضافت “أصبح هناك تقارب للمعاناة بين الفلسطينيين في الشتات والأراضي المحتلة وغزة والضفة الغربية، وهذا من نتاج قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس”.
ورأت الهنيدي أن “قرار ترامب أعاد القضية الفلسطينية إلى أصلها، وأزال فكرة حل الدولتين والقبول به، وقضى القرار على فكرة التسوية”.
بدوره، دعا تميم البرغوثي إلى “تحرير منظمة التحرير من قبضة الاحتلال، وإلى تغيير الخطاب الوطني الفلسطيني”.
واعتبر البرغوثي أن “حماية المسألة الفلسطينية من أي خلاف طائفي، والظروف المحيطة بنا، يؤكد لنا أن نكبة فلسطينية جديدة قد تنتظرنا على الصعيد القريب أو البعيد”.
ورأى أن “إسرائيل مطمئنة حاليا، لأن الإدارة الأمريكية تقف إلى جانبها بكل قوة”.
وفي فبراير / شباط 2017، انطلق مؤتمر فلسطينيي الخارج من إسطنبول، وهو يتخذ من العاصمة اللبنانية بيروت مقرا له.
ويهدف المؤتمر إلى إطلاق حراك شعبي لتكريس دور حقيقي وفاعل لفلسطينيي الخارج في قضيتهم، والتركيز على الثوابت الوطنية التي تحقق التوافق بين كافة الشعب الفلسطيني.
وتتجاوز أعداد فلسطينيي الخارج 6 ملايين بحسب مصادر غير رسمية، معظمهم لاجئون في الأردن ولبنان وسوريا ودول الخليج، في حين يعيش آخرون في دول أوروبية والولايات المتحدة ودول أخرى.