يعيش في الكويت قرابة 50% من السكان لا يتكلمون اللغة العربية، فوفرت “إذاعة الكويت” منذ السبعينيات قنوات خاصة باللغة الإنجليزية والفارسية والأوردو والفلبينية للاقتراب من هذه الجاليات، وتوفير الأخبار المناسبة لها، وأنشأ “تلفزيون الكويت” “القناة الثانية” باللغة الإنجليزية، وكذا “وكالة الأنباء الكويتية” (كونا).
كما خصصت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عدة مساجد تلقى فيها خطبة الجمعة باللغة الإنجليزية والأوردو، وتتعاون مع لجنة التعريف بالإسلام بتنظيم ندوات ودروس وأنشطة بعدة لغات للمسلمين غير الناطقين بالعربية.
وقليل من دول العالم من تهتم بالأقليات والجاليات المقيمة بها، وتوفر لها مثل هذه الخدمات.
ويذكر لي أحد الأصدقاء أنه كان هناك مشروع لنقل خطبة الجمعة باللغة الإنجليزية من مسجد العثمان على “القناة الثانية” من “تلفزيون الكويت”، وظل المشروع بين روحة وغدوة بين وزارة الإعلام ووزارة الأوقاف منذ أكثر من سنتين، فوزارة الإعلام وفرت سيارة النقل وكل خدماتها مشكورة، إلا أن وزارة الأوقاف لم تستجب؛ تارة لعدم توافر مترجمين لخطبة الجمعة، وتارة خوفاً من عدم التزام الخطيب بالخطبة.. إلى غير ذلك، كما نقل لي منسق المشروع في وزارة الإعلام، ولا أعلم إن كانت هناك أسباب أخرى.
أما الترجمة، فلا تخلو وزارة من قسم خاص للترجمة، خاصة وأن وزارة الأوقاف فيها مراقبات خاصة للدعوة لغير الناطقين باللغة العربية تتبع إدارة المسجد الكبير، وإن صعب ذلك فعلاً، فيمكن الاستعانة بلجنة التعريف بالإسلام التي لن تتوانى عن تقديم الخدمة لها.
وأما عدم التزام الخطيب بمحتوى الخطبة، فالأمر يجري على الخطبة بالعربية، فالخطبة مسجلة، ويمكن محاسبة أي متجاوز للقانون لاحقاً كما مع الخطب العربية.
إن عدم نقل خطبة الجمعة باللغة الإنجليزية عبر التلفزيون سيحرم فئة واسعة من سكان الكويت ممن لا يستطيعون الذهاب للمساجد من نساء وفنيين في أعمالهم، وتحرم غير المسلمين من الاستماع لفوائد قيمية كثيرة، ولعلها تكون مدخلاً لتحسين صورة الإسلام لديهم، كما أن القناة مشاهدة خارج الكويت، فلعل هناك من يتابعها ويستفيد منها، فيعم الأجر على بلدنا الحبيب الكويت.
لذا؛ أتمنى أن تستعجل وزارة الأوقاف بتيسير نقل خطبة الجمعة باللغة الإنجليزية عبر “القناة الثانية” بـ”تلفزيون الكويت”، وأقترح أن تنقل أو تسجل الخطب باللغات الأخرى وتبثها لاحقاً عبر “إذاعة الكويت” في القنوات الأجنبية، وأضيف إلى ذلك مقترح بثها مباشرة عبر الإنترنت لمن يرغب بمتابعتها بكل اللغات بعدة روابط، ثم رفعها على “اليوتيوب”، وكل هذه الأمور أصبحت الآن من التقنيات البسيطة وغير المكلفة أبداً.
الكويت بلد الإنسانية، وأميرها قائد إنساني عالمي، فلنساهم في بث الروح الإنسانية والقيمية من خلال نقل الخطب الأجنبية بالتلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، وأدعو الوزير لاتخاذ قرار حاسم وعاجل في ذلك ليأخذ الأجر، قبل أي تدوير قادم.