قرار المحكمة العليا “الإسرائيلية” بتجميد هدم الخان الأحمر بوابة القدس الشرقية أشاع السرور والفرح في صفوف الفلسطينيين الذين اعتصموا داخل الخان الأحمر وتعرضوا للقمع والسحل من قبل أفراد القوات الخاصة للنساء والشخصيات الفلسطينية التي تواجدت في المكان.
وزير هيئة الجدار والاستيطان وليد عساف اعتبر القرار مهماً، إلا أن الفعاليات ستبقى حتى يكون هناك قرار نهائي بعدم الهدم للخان الأحمر، مؤكداً أن المتضامنين في الخان الحمر أسقطوا ميدانياً ما يسمى بـ”صفقة القرن”، وأن صمودهم سيكون له نتائج إيجابية في الميدان وعلى واقع الأرض.
بدوره، عقب أحمد الطيبي، النائب العربي في “الكنيست”، عن اعتزازه بما جرى في الخان الحمر، مؤكداً أن ما يجري في الخان الأحمر هو امتداد لفكرة التطهير العرقي الساكنة في عقول قيادة الدولة العبرية منذ عهد النكبة إلى يومنا هذا، وأن اعتراض خمس دول أوروبية على هدم الخان الأحمر لا يكفي، فهناك وسائل عملية للضغط على الاحتلال.
د. ناجح بكيرات قال: الخان الأحمر له جذور تاريخية، فهوة استراحة للقوافل التاريخية بين الممر المائي والبحري للحجاج، وهو بوابة القدس الشرقية، ومن خلاله سيتم تطهير محيط القدس من الفلسطينيين، وهو ضمن 130 مشروع تطهير عرقي نفذتها الاحتلال منذ النكبة إلى يومنا هذا، وكلها تصب في الترحيل والتطهير، لذا فقضية الخان الأحمر لها أهمية في أنها ستكون خط الدفاع الأول عن مدينة القدس وعن المسجد الأقصى.
أما أبو عماد الجهالين، مسؤول تجمع أبو نوار البدوي الذي هدم منه مؤخراً 14 بيتاً، قال: هنا معركة القدس معركة المسجد الأقصى، ومن هنا ندافع عن أرضنا ومقدساتنا، وإذا نجحنا هنا ستفشل كل مخططاتهم، المتمثلة بمشروع القدس الكبرى وضم المستوطنات إليها ومشروع “E1” و”صفقة القرن”، فهنا البداية وهنا تسجيل الانتصار.
بدوره، قال عبدالله أبو رحمة، الناشط الميداني والكادر في وزارة هيئة الجدار والاستيطان، قال: تعودنا على الانتصارات الميدانية في مواجهة الجدار والاستيطان، ونحن في معركة عض الأصابع الذي يصبر على الألم والوجع والصمود في النهاية سينتصر ويفوز.
وأضاف: وجودنا هنا في الخان الأحمر منذ أكثر من عشرين يوماً له أهمية في منع تمرير قضايا كبيرة على الشعب الفلسطيني، فهناك 46 تجمعاً تنتظر الهدم والتطهير العرقي، ونجاح الاحتلال -لا قدر الله- في إزالتها يؤثر على كل فلسطيني.
الناشط في مقاومة الجدار محمد زيد قال: ما يجري في الخان الأحمر من صمود وتحدٍّ ومقاومة لآلة القمع “الإسرائيلية” يؤسس لمرحلة جديدة في مقاومة الاستيطان ومشاريع التطهير العرقي، فثبات أهل الخان الأحمر مع المتضامنين رسالة للاحتلال أن سياسة التطهير لن تنجح في قمع الفلسطينيين وطردهم من أرضهم، فالصمود قد تحقق وتجذروا في كل المواقع المهددة بالتطهير العرقي والهدم، وهذا الصمود صدمة للاحتلال وإلى قيادته العنصرية التي تعتبر الفلسطيني طارئاً عل الأرض وليس مالكاً لها.
المزارعون الذين يكتوون بإجراءات الاحتلال العنصرية ويمنعون من دخول أرضهم في الأراضي الواقعة خلف الجدار أكدوا في لقاءات معهم فرحتهم بثبات أهل الخان الأحمر بالرغم من القمع والتنكيل.
المزارعة فوزية قطراوي من قرية أسكاكا قضاء سلفيت التي منعها الاحتلال من دخول أرضها خلف الجدار، زغردت عندما سمعت بانتصار أهل الخان الحمر ووقف الهدم المؤقت لهم وقالت: النصر حليفنا ولن نترك أرضنا وسنبقى أوفياء لها.
أما المسن عبدالله زيد التي تقع أرضه خلف الجدار شمال قلقيلية قال: أنا لا أعرف أين الخان الأحمر إلا أن أحفادي قالوا لي: إنه قريب من القدس، وقد فرحت كثيراً لأن الحفاظ على الأرض له أهمية كبيرة في عدم تهجيرنا، فنحن ذقنا مرارة التهجير في النتشة: الخان الأحمر معركة كل الفلسطينيين النكبة والنكسة وعزل الأرض بالجدار.