أزالت السلطات في ميانمار قرية جرى بناؤها على أنقاض منازل مسلمي الروهنجيا المحترقة بمدينة منغدو، بإقليم آراكان (راخين)، غربي البلاد، بعد ضغوط أممية.
جاء ذلك بحسب ما نقلته “وكالة أنباء آراكان”، أمس الأربعاء، عن يو كياو كياو وين، من حزب آراكان الوطني، وهو حزب يضم البوذيين في راخين، تأسس في عام 2015.
وقال وين: إن نحو 10 سيارات للشرطة قدمت إلى المستوطنة الجديدة، التي تضم 48 مسكناً إلى جوار قرية “ثو باو غوي”، وبدأ الضباط في هدم المباني.
وكشف وين، النائب البرلماني، أن ثلاثة شخصيات قيادية (لم يذكر إلى أي جهة يتبعون) وراء إنشاء هذه القرية، احتجزتهم الشرطة.
ووفقاً لبعض سكان منغدو، فإن تون مينت أوو، أحد القادة الثلاثة من أتباع تنظيم “ما با ثا” البوذي المتطرف، ساعد في ترتيب زيارات للراهب ويراثو إلى منغدو في عام 2017.
وتأسست قرية المستوطنين في نوفمبر 2017، وبني فيها معبد مؤقت بالقرب من مدخلها.
واعترف وين أن هدم السلطات للقرية جاء عقب ضغوط تعرضت لها الحكومة من قبل الأمم المتحدة.
وقال: أبلغتنا السلطات خلال اجتماع بأن وكالات الأمم المتحدة اشتكت إلى مستشارة الدولة (رئيسة الوزراء) أونغ سان سوتشي، حول قرية المستوطنين الجديدة، ثم أمرت حكومة الولاية بإلغاء القرى التي تم بناؤها حديثًا لأنها انتهكت الإجراءات.
وتزعم ميانمار أن الروهنجيا ليسوا مواطنين، وإنما مهاجرون غير شرعيين من بنجلاديش، بينما تصنفهم الأمم المتحدة “الأقلية الأكثر اضطهاداً في العالم”.
وأطلق جيش ميانمار ومليشيات بوذية متطرفة، منذ 25 أغسطس الماضي، موجة جديدة من الجرائم ضد الروهنجيا، وصفتها الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية بأنها “تطهير عرقي”.
وفر أكثر من 711 ألفاً من مسلمي الروهنجيا، 60% منهم أطفال، من ميانمار إلى بنجلاديش، هرباً من حملة القمع، وفق الأمم المتحدة.
وجراء تلك الجرائم، قتل ما لا يقل عن تسعة آلاف شخص من الروهنجيا، بحسب منظمة “أطباء بلا حدود” الدولية.