“عبدالناصر” من مواقف السيارات إلى ورش الرحمة الحرفية
تعد المدارس الصناعية والتي تحتوي على الورش الحرفية من أهم المشروعات النوعية التي تقوم على إنشائها وإدارتها الرحمة العالمية بجمعية الإصلاح الاجتماعي حيث تحرص بأن يكون جزء من مجمعاتها التنموية خاص بالتعليم الصناعي.
وفي هذا الصدد قال رئيس قطاع أفريقيا سعد مرزوق العتيبي أن الفكرة بدأت من جيبوتي بمجمع الرحمة التنموي وانتقلت إلى الصومال من خلال مجمع الكويت الخيري مشيراً إلى أن تلك المدارس لديها منهج يستوعب التطور المتواصل في التقنية التعليمية بغية إعداد جيلٍ يحمل العلم والمعرفة والمهارات، ليكون مؤهلاً تأهيلاً مهنيًا عاليًا يُمَكّنه من الاندماج الكامل في العمليات الإنتاجية والتطوير الشامل حيث يحتوي المجمع على خمسة ورش رئيسية وهى “السيارات، الألمنيوم، الكهرباء، النجارة، والحدادة”
وتابع العتيبي أن هناك العديد من القصص التي استدعت الوقوف أمامها لتكرار نجاح مثل هذه الورش فعبد الناصر شاب تغيرت حياته بعد أن دخل مجمع الكويت التعليمي في الصومال، كانت دائماً توقظه أمه في الصباح الباكر وذلك للذهاب إلى العمل بحثاً عن طلب الرزق الحلال، كان يستيقظ بعد صلاة الفجر مباشرة، ليذهب إلى مواقف السيارات لكي يقوم بغسيل بعضها، ويظل حتى صلاة المغرب، يعود إلى منزله بالقليل من المال، الذي لايكاد يكفي قوت يومه، وعلى الرغم من ذلك فهو مستمر، حتى لايمد يديه إلى أحد، كانت تراوده الكثير من الأحلام، كان يريد أن يتعلم حرفه يستطيع من خلالها أن يعف نفسه وأهله.. كانت هذه قصه عبدالناصر قبل عام، والآن تغيرت حياة عبدالناصر لأنه أصبح صاحب حرفه يصرف بها على نفسه واسرته بعد أن دخل الورش الحرفية بمجمع الكويت الخيري في الصومال.
وقال العتيبي هذه المدارس الصناعية يتم إنشاؤها بعد أن تتم دراسة احتياجات السوق إلى التخصصات الفنية اللازمة لدعم المشروعات التنموية في الدول، مما زاد الطلب على هذه التخصصات، وقد قام المجمع بتخريج دفعات من الدارسين بالمدرسة الصناعية.
وأضاف العتيبي: الدراسة بالمدارس الصناعية ثلاث سنوات وبواقع 40 ساعة دراسية أسبوعيا، ولغة التعليم الأساسية هي اللغة العربية ويدرس الطلاب بجوارها اللغتين الفرنسية والإنجليزية حسب النظام التعليمي لكل دولة، وتم إعداد المناهج من قبل مختصين في كلية التعليم الصناعي بجامعة بني سويف ، ويتلقى الدارسون بالمدرسة تدريبا عمليا داخل الورشة بواقع 1500 ساعة تدريبية خلال السنوات الثلاث ووزارات التربية في تلك الدول تقوم بالإشراف على المدرسة واعتماد الشهادات للخريجين، كما تقوم وحدة الإنتاج بالمدرسة بتلبية احتياجات السوق في أعمال الحدادة والنجارة والألمونيوم، والكهرباء والتبريد والتكييف وصيانة الحاسبات والشبكات والملابس الجاهزة، ويسهم العائد منها في تغطية بعض احتياجات الأيتام بالمجمع.