قالت مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة إلى ميانمار، كريستين برغنر: إن حل أزمة لاجئ الروهنجيا سيستغرق وقتاً طويلاً، داعية حكومة ميانمار لتغيير الأوضاع على الأرض بغية عودة اللاجئين من بنجلاديش لديارهم بإقليم آراكان.
جاء ذلك في تصريحات أدلت بها برغنر للصحفيين بمقر الأمم المتحدة بنيويورك عقب انتهاء جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن الدولي استغرقت أكثر من 3 ساعات، حول ميانمار.
وأكدت المسؤولة الأممية أن مسألة فرض عقوبات دولية على حكومة ميانمار بسبب موقفها من أزمة الروهنجيا يعود إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي مضيفة أنه لا يوجد حل سريع والأمر سيستغرق وقتاً لحل الأزمة.
وأوضحت أنها التقت خلال الشهرين الماضيين زعيمة ميانمار، أونغ سان سو تشي، 3 مرات، مضيفة أن الاجتماعات الثلاثة كانت مثمرة، وأن زعيمة ميانمار كانت تدرك حقيقة صعوبة الموقف بالنسبة لملف الروهنجيا.
وكشفت أنها تعتزم العودة مجدداً لميانمار في شهر سبتمبر المقبل، مضيفة: لكن هذه المرة سأتوجه لولاية كشين من أجل العمل على معالجة المشكلات الأخرى التي تواجهها تلك الولاية.
وشددت مبعوثة الأمين العام على أهمية تنفيذ مذكرة التفاهم التي وقعتها مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع حكومة ميانمار في يونيو الماضي وتعهدت بموجبها ميانمار بالتمهيد لعودة اللاجئين الروهنجيا إلى ديارهم.
وأردفت قائلة: من المهم أن ندعم مذكرة التفاهم تلك، وأن نحث حكومة ميانمار على تغيير الأوضاع على الأرض.
وتابعت أنني ممتنة للغاية لجلسة المشاورات التي عقدها مجلس الأمن اليوم، وللدعم الذي حظيت به من أعضاء المجلس، لكن دعوني أقول لكم (تقصد الصحفيين): لا يوجد حل سريع للأزمة والأمر سيستغرق وقتاً.
ورداً على أسئلة الصحفيين بشأن ما إذا كانت حكومة ميانمار لا تزال ترفض عودة اللاجئين الروهنجيا لديارهم، قالت المسؤولة الأممية: عودة الروهنجيا لا ترتبط فحسب بموقف حكومة ميانمار ولكن أيضاً ترتبط بالعلاقة بين المسلمين الروهنجيا والبوذيين في البلاد.
من جانبه، قال رئيس مجلس الأمن الدولي السفير السويدي أولوف سكوغ: إن أعضاء مجلس الأمن أكدوا خلال جلسة المشاورات دعمهم الكامل للجهود المبذولة من قبل مبعوثة الأمين العام.
وأضاف في تصريحات للصحفيين بمقر الأمم المتحدة: أكد أعضاء المجلس ضرورة زيادة الجهود الاقتصادية والاجتماعية لحكومة ميانمار من أجل ضمان عودة كريمة وآمنة وطوعية للاجئين الروهنجيا إلى ديارهم.
واستطرد: كما أكدوا أهمية إحراز تقدم بشأن مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين الأمم المتحدة وحكومة ميانمار.
في ذات السياق، تابع: شدد أعضاء مجلس الأمن أيضاً على أهمية قيام ميانمار بإجراء تحقيقات شفافة ومحايدة في مزاعم وقوع انتهاكات حقوق الإنسان بحق اللاجئين الروهنجيا منذ اندلاع الأزمة في أغسطس الماضي.
وأطلق جيش ميانمار ومليشيات بوذية متطرفة، في 25 أغسطس 2017، موجة قمع ضد الروهنجيا في إقليم آراكان.
وأسفر هذا القمع عن فرار نحو 700 ألف روهنجي، 60% منهم أطفال، إضافة إلى مقتل ما لا يقل عن 9 آلاف آخرين.