“أسعار النفط ترتفع في حين أنَّ الهجوم الذي استهدف السعودية وتراجع المخزون، يعزّزان المخاوف “..
تحت هذا العنوان نشرت وكالة “بلومبرج” الأمريكية تقريرًا حول تأثير هجوم حوثي استهدف سفن نفط سعودية، وتراجع المخزون الأمريكي على أسعار النفط في الأسواق العالمية.
وقالت الوكالة في التقرير الذي نشرته على موقعها الإلكتروني: إنَّ أسعار النفط في بورصة لندن تتجه نحو أعلى نقطة إغلاق خلال أسبوعين بعد هجوم على ناقلات تابعة للسعودية أكبر مُصدِّر للنفط، ما يزيد الشكوك حول إمداداته، في حين تراجعت مخزونات النفط الخام والمكرر الأمريكي. وارتفعت عقود خام برنت الآجلة بما يزيد عن 1.1%.
وفي الولايات المتحدة، انخفضت مخزونات النفط الخام في الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوى لها منذ 2015، في حين تراجعت إمدادات النفط والمكرر للأسبوع الرابع.
وساعد التراجع في مخزون النفط والمخاوف بشأن الإمدادات خام النفط في التعافي من بعض خسائره الأخيرة التي نتجت عن تصاعد الخلاف التجاري بين الصين والولايات المتحدة.
وقال ستيفن إينيس، مدير مراقبة التداول لمنطقة آسيا الباسفيك في شركة «أواندا» والتي مقرها سنغافورة: إن التوقف المؤقت في الشحنات السعودية يحمل تفاؤلا قصير الأمد. أنا لا أنظر إلى عملية طويلة ولكن في ذات الوقت لو كان هناك أي شكوك أو اضطراب فربما ترتفع الأسعار بعض السنتات”.
ووفقًا لكبير محللي الأسواق لدى أكسي تريدر للوساطة غريغ ماكينا فإن إعلان السعوديين هذا الصباح حول إغلاقهم بعض أجزاء ممرات الملاحة بسبب هجمات الحوثيين دعم أسعار النفط، كما ساهم في نمو أسعار النفط الإحصاءات القادمة من الولايات المتحدة.
وأعلنت وزارة الطاقة الأمريكية، أمس أن احتياطيات النفط التجارية في الولايات المتحدة للأسبوع الماضي، انخفضت بمقدار 6.1 مليون برميل أو بنسبة 1.5% إلى 404.9 مليون برميل.
وبذلك تم تسجيل أدنى مستوى للاحتياطيات منذ فبراير من عام 2015.
قاد خام برنت أسعار النفط للارتفاع اليوم ليواصل مكاسبه لليوم الثالث بعد أن علقت السعودية مرور شحنات الخام عبر مضيق باب المندب الاستراتيجي بالبحر الأحمر وأظهرت بيانات انخفاض مخزونات النفط الأميركية إلى أدنى مستوى في ثلاث سنوات ونصف السنة.
وبحلول الساعة 06:48 بتوقيت غرينتش ارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 42 سنتا بما يعادل 0.6 بالمئة إلى 74.35 دولار للبرميل بعد أن زادت 0.7 بالمئة أمس.
وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي خمسة سنتات إلى 69.35 دولار للبرميل بعد أن ارتفعت ما يزيد على واحد بالمئة في الجلسة السابقة.
وقالت السعودية، أكبر مُصدر للنفط في العالم، اليوم إنها “تعلق مؤقتا” جميع شحنات النفط التي تمر عبر مضيق باب المندب بعد هجوم حوثي على ناقلتي نفط كبيرتين.
وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح في بيان إن الحوثيين هاجموا ناقلتي نفط سعوديتين عملاقتين في البحر الأحمر صباح أمس مما ألحق ضررا طفيفا بإحداهما.
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية بالإمارات، أنور قرقاش، إن استهداف ناقلتي النفط السعوديتين في البحر الأحمر “تصرف إرهابي أهوج”.
وأضاف، في تغريدات على حسابه بموقع “تويتر”، أن استهداف الملاحة البحرية “يؤكد ضرورة تحرير الحديدة (غرب اليمن) من مليشيات الحوثي”.
وتابع: “الاعتداء الممنهج على الملاحة البحرية تصرف إرهابي أهوج ويعبر عن طبيعة الحوثي وعدوانه”.
من جانبه قال رئيس مجلس إدارة شركة ناقلات النفط بدر الخشتي اليوم إن الكويت قد تتخذ قرارا بوقف صادرات النفط عبر مضيق باب المندب، بعد قرار سعودي مماثل، لكنه أكد أن الأمر مازال قيد الدراسة وأن قرارا نهائيا لم يُتخذ بعد.
وأضاف الخشتي ردا على سؤال “الاحتمالات واردة لكن ليس هناك شيء أكيد حتى الآن”، وشدد على أنه “لا بد أن يكون هناك بديل ولا بد أن يكون كل شيء مدروسا وبعدها نقرر”.
وقالت منظمة التعاون الإسلامي، إن استهداف مليشيا الحوثي لناقلتي النفط السعودية في البحر الأحمر يعد “تهديدًا لأمن الملاحة الدولية”.
وأوضحت المنظمة (تضم 57 دولة، مقرها جدة) في بيان اليوم، أن تكرار اعتداءات مليشيا الحوثي على السفن العابرة لهذا الممر الاستراتيجي يؤثر سلبياً في أمن الممرات المائية المهمة للتجارة والاقتصاد العالمي.
وتابعت أن هذا الاعتداء “يفاقم حالة عدم الاستقرار في هذه المنطقة من العالم، ويؤكد السياسة العدوانية لهذه المليشيا الرامية إلى تهديد أمن الملاحة في البحر الأحمر وزعزعة الاستقرار في الدول المطلة عليه”.
وحسب البيان، فإن “استهداف ناقلات النفط العملاقة التي تمر من باب المندب لا يعرض الاقتصاد العالمي للخطر فحسب، وإنما يعرض سلامة طواقم تلك السفن للخطر”.
وأضاف أن ذلك “يلحق اضراراً بالغة بالبيئة البحرية، حيث قد يتسبب مثل هذا العدوان في تسرب كميات كبيرة من النفط الذي يهدد البيئة البحرية بالتلوث”.
وتمر معظم الصادرات من الخليج التي تُنقل عبر قناة السويس وخط الأنابيب سوميد أيضا عبر مضيق باب المندب.
وتلقت الأسعار دعما إضافيا من بيانات رسمية أظهرت أن مخزونات النفط الخام الأميركية انخفضت الأسبوع الماضي أكثر من المتوقع لتبلغ أدنى مستوياتها منذ 2015 في الوقت الذي قفزت فيه الصادرات وهبطت المخزونات بمركز التسليم في كاشينغ.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أمس إن المخزونات انخفضت 6.1 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 20 يوليو تموز بينما كانت توقعات المحللين تشير إلى انخفاضها 2.3 مليون برميل.