كشفت دراسة دولية حديثة، أن الأمهات اللاتي يتعرضن للتدخين السلبي في منازلهن، قد يتوقفن عن الرضاعة الطبيعية مبكرًا، ما يعرض صحة أطفالهن للخطر.
الدراسة قادها باحثون من كلية التمريض في جامعة كاليفورنيا الأمريكية، بالتعاون مع زملائهم في كندا وهونغ كونغ بالصين، ونشروا نتائجها، اليوم الخميس، في دورية (Breastfeeding Medicine) العلمية.
وأوضح الباحثون أن النيكوتين الناتج عن التدخين السلبي الذي تتعرض له الأم في المنزل، ينتقل من حليب الثدي إلى الطفل خلال الرضاعة الطبيعية.
وللوصول إلى نتائج الدراسة، راقب الفريق أكثر من 1200 امرأة في 4 مستشفيات كبيرة بهونغ كونغ.
ووجد الباحثون أن الأمهات الجدد اللاتي تعرضن لدخان السجائر في منازلهن، توقفن عن الرضاعة الطبيعية في وقت أسرع من أقرانهن اللاتي لم يتعرضن للتدخين السلبي.
وحسب الدراسة، فإن حوالي 4% من النساء و18% من الرجال يدخنون في هونغ كونغ، وفي عموم السكان فإن المدخنين يبلغون حوالي 10%. وفي كندا، يدخن نحو 14% من السكان.
وقالت البروفيسور ماري تارانت، قائد فريق البحث بجامعة كاليفورنيا: “أظهرت دراستنا أن مجرد وجود أحد أفراد الأسرة يدخن في المنزل سواء كان ذلك الزوج أو الأم أو أحد أفراد العائلة، يؤدي ذلك إلي تقليل الوقت الذي يتم فيه تغذية المولود. في الواقع، كلما كان المدخنون أكثر في المنزل، كلما كانت مدة الرضاعة الطبيعية أقصر”.
وأضافت تارانت: “نعرف أن آثار دخان التبغ على صغار الأطفال ضارة للغاية، لأن الأطفال الذين يتعرضون للتدخين السلبي أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي وغيرها من المشاكل التنفسية الأخرى”.
وكانت دراسات سابقة كشفت أن الرضاعة الطبيعية يمكن أن تفيد الأمهات أيضًا، وتساعدهن على تقليل الألم المزمن بعد الولادة القيصرية.
وأضافت أن النساء اللواتي يرضعن أطفالهن طبيعيًا، أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
وأشارت الدراسات أن تحسين معدلات الرضاعة الطبيعية، يمكن أن ينقذ حياة حوالي 820 ألف طفل سنويًا حول العالم، وهذا الرقم يمثل حوالي 13% من مجموع وفيات الأطفال دون سن الخامسة سنويًا.
وتنصح منظمة الصحة العالمية بأن يظل حليب الأم، مصدر الغذاء الرئيسي للطفل حتى سن 6 أشهر، وتوصي بالاستمرار لاحقًا فى الرضاعة الطبيعية (مع الغذاء الصلب) حتى وصول عمر الطفل إلى سن عام.