في يوم الجمعة الماضي باتت تركيا الهدف الأخير للحرب التجارية الأمريكية، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الألومنيوم والصلب التركي، وأمس الإثنين وقع ترمب على قانون تفويض الدفاع الوطني (NDAA) لعام 2019، الذي ينص في إحدى مواده على وقف تسليم مقاتلات “إف 35” لتركيا.
وقبل ذلك، وفي الأول من أغسطس الحالي، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على وزيري الداخلية والعدل التركيين سليمان صويلو، وعبدالحميد غُل، بسب استمرار احتجاز القس الأمريكي أندرو برونسون المتهم بدعم منظمات إرهابية.
وأدت هذه الإجراءات إلى الإضرار بالعملة التركية، حيث فقدت الليرة قرابة نصف قيمتها منذ بداية العام، وتنبأ بعض الاقتصاديين بأن تركيا يمكن أن تلجأ إلى الحصول على قرض من صندوق النقد الدولي لإنقاذ اقتصاد البلاد، وهو ما استبعده المسؤولون الأتراك.
ويرى مراقبون أن التصعيد الأمريكي ضد تركيا، وتصريحات المسؤولين الأتراك عن عدم استسلام تركيا للابتزاز الأمريكي، تؤشر إلى أن أنقرة في طريقها إلى الانسحاب من حلف شمال الأطلسي، وأن ذلك قد يكون في وقت قريب للغاية.
وفي هذا الصدد، يرى الكاتب الأمريكي ويليام كرايديك، رئيس تحرير ومؤسس موقع “الإعلام المتمرد”، أن “الناتو” أصبح ينظر إلى تركيا على أنها عائق لتحركاته، وهي نفس نظرة تركيا إلى الحلف، حيث إن الولايات المتحدة أكبر عضو في “الناتو”، تدعم المليشيات الكردية المعادية لتركيا عبر الحدود.
وأضاف كرياديك في حديث لإذاعة “سبوتينك”، أن موقع تركيا المتميز بين آسيا وأوروبا كان يحتم عليها أن تضطلع بدور متوازن بين الولايات المتحدة وروسيا، وقد أدى الرئيس أردوغان هذا الدور على نحو جيد، ولكن هذا السلوك بدأ يزعج الأمريكيين ويوتر العلاقات مع واشنطن، ولا سيما حول مسألة استمرار دعم الأكراد ضد رغبات تركيا.
وأشار إلى أن الاستياء المتبادل بين تركيا والحلف بسبب قد يكون حله الوحيد انسحاب تركيا من “الناتو”.
ورأى أنه إذا منح صندوق النقد الدولي تركيا قرضاً لمواجهة الأزمة الاقتصادية، فإن ذلك سيعطي تركيا مزيداً من الحوافز للتحول نحو روسيا والصين، لا سيما أن الصين أصبحت منخرطة بشكل متزايد في الشرق الأوسط في السنوات القليلة الماضية.
وأشار إلى أنه في خضم تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، فإن تركيا تفضل التعاون مع إيران على الولايات المتحدة، على الرغم من التنافس الإقليمي بين البلدين.
المصدر: “ترك برس”.