حذرت أجهزة الأمن التابعة للاحتلال الإسرائيلي، من أن سياسية الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بسحب الاعتراف بحق العودة للفلسطينيين، قد يؤدي إلى اشتعال الأوضاع في المنطقة.
ونقلت صحيفة “هاآرتس” العبرية عن مصدر أمني صهيوني رفيع تحذيره من أن السياسات الأمريكية قد تشعل المنطقة “التي تقف أساسًا على حافة الاشتعال والانزلاق نحو التصعيد”.
وأضاف المصدر: “ما يعزز القلق لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية إزاء هذا القرار، هو التزامن مع القرارات الأمريكية بتقليص الميزانيات المالية الأمريكية التي تنقلها للفلسطينيين”.
وكانت الإدارة الأمريكية قد لجأت إلى تقليص المساعدات الاقتصادية للسلطة الفلسطينية، كما توقفت عن دفع الأموال لوكالة غوث اللاجئين (الأونروا)، علاوة على الخطة الأمريكية المرتقبة لتصفية قضية اللاجئين وحق العودة.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو كان قد دعا إلى تفكيك “الأونروا”، التي يدعي بأنها “تديم مكانة اللاجئين الفلسطينيين”.
وقال مكتب نتنياهو في الماضي: إن الأخير يؤيد نهج الرئيس ترمب الناقد، ويؤمن بأنه يجب اتخاذ خطوات عملية لتغيير الوضع الذي تقوم فيه “الأونروا” بإدامة مشكلة اللاجئين الفلسطينيين بدلًا من حلها.
وقد نقلت دولة الاحتلال خلال عام 2017، عدة رسائل إلى واشنطن تفيد بأن التخفيضات الدراماتيكية والمفاجئة، بدلًا من التخفيضات التدريجية، قد تؤدي إلى أزمة إنسانية في قطاع غزة وإلى تعزيز قوة “حماس”.
وكانت تقارير إخبارية صهيونية نشرت أمس الأول، أن الإدارة الأمريكية على وشك الإعلان عن تغيير سياستها بشأن “الأونروا” واللاجئين الفلسطينيين.
ووفقًا للمصدر، فإن التقرير الذي ستصدره الإدارة في بداية سبتمبر المقبل، سيحدد عدد اللاجئين الفلسطينيين بما يقارب نصف مليون؛ أي حوالي عُشر الرقم المسجل في وكالة الأمم المتحدة للاجئين (5 ملايين لاجئ).
ورجحت المصادر ذاتها أن تعلن الإدارة الأمريكية أنها لا تقبل تعريف مهمة “الأونروا”، الذي يتم بموجبه نقل مكانة اللاجئ من جيل إلى جيل.
وجاء في التقرير أن الولايات المتحدة تعتزم تجميد تمويل “الأونروا” في الضفة الغربية، والطلب من الاحتلال النظر في تقييد نشاطها.
وتعتبر الولايات المتحدة أكبر مانح لـ”الأونروا”، وفي العام الماضي حولت إلى المنظمة أكثر من 360 مليون دولار.
ترحيب صهيوني بخطوات ترمب
من جانبها، أكدت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية الصادرة اليوم الإثنين، أن دولة الاحتلال ترحب بقرار الرئيس ترمب؛ سحب الاعتراف بحق العودة وتقليص مئات ملايين الدولارات من ميزانية “الأونروا”.
وقالت مصادر دبلوماسية صهيونية: إن هذا يتماشى مع سياسة الاحتلال الخاصة بإغلاق الوكالة، وانتقدت بشدة المسؤول الأمني الذي قيل: إنه هاجم القرار الأمريكي.
وتابعت: إن ميل بعض العناصر في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى الخوف من أي شيء، وأحيانًا التحول إلى مناصرين ناصحين للمنظمات المؤيدة للعرب التي تعمل ضد “إسرائيل”، هو أمر مثير للقلق.
وشددت على أن دور المؤسسة الأمنية لا يتمثل في استبدال المستوى السياسي، بل ترسيخ أمن مواطني دولة “إسرائيل” على كاهل قواتنا الخاصة، وليس البحث عن مقاولين ثانويين يديرون دعاية مستمرة ضد “إسرائيل”.
وقد تأسست “أونروا” كوكالة تابعة للأمم المتحدة بقرار من الجمعية العامة في عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية لحوالي 5 ملايين لاجئ من فلسطين مسجلين لديها
وتقول “أونروا”: إن مهمتها تقتضي تقديم المساعدة للاجئي فلسطين في الأردن وسورية ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة ليتمكنوا من تحقيق كامل إمكاناتهم في مجال التنمية البشرية وذلك إلى أن يتم التوصل لحل عادل ودائم لمحنتهم.
وتقدم “أونروا” للاجئين خدمات التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية وتحسين المخيمات والحماية والإقراض الصغير.