موقف السلطة من التهدئة أصاب الشارع الضفاوي بالاستهجان والاستغراب، فالتهدئة ليست صفقة سياسية أو مخططاً لتمرير اتفاقيات مشبوهة.
يقول المواطن عزام عمر الذي يعمل في الوظيفة العمومية: أنا لست منتمياً إلى فصيل فلسطيني، ولكنني أعتبر وجود تهدئة في غزة ليس فيه أي شبهة أو تمرير مخطط مرعب، فالاحتلال مجبر على التهدئة لأن هناك مقاومة وصواريخ ورداً عسكرياً؛ لذا فهو يطالب كل الجهات للتدخل لدى المقاومة للموافقة على تهدئة، ولا أعلم ما الغريب في الأمر.
وأضاف: ما رشح عن التهدئة ليس فيه أي شيء يخل بالمشروع الوطني ككل، والسلطة دائماً كانت ترعى عمليات التهدئة ووقف إطلاق النار وتعتبره مصلحة وطنية، فلماذا تغيرت النظرة الآن؟! والإجابة عند من يعترض.
أما الناشط زياد خالد فقال: أهل مكة أعلم بشعابها، فمن يقاتل ويدفع الثمن هو من حقه تقييم الأمور، فالسلطة وقعت أوسلو سراً ولم يعلم بها الشعب وصدم من بنودها وما زلنا نعاني من آثارها بالرغم من مرور ربع قرن عليها، بينما التهدئة في وضح النهار، والكل يعلم بها ولا يوجد فيها بنود سرية، ولا يوجد فيها مؤامرة بل هي من حق أهل غزة كي يعيشوا بالحد الأدنى من الحياة.
وأضاف: بعض المسؤولين يحذر من التهدئة أنها سوف تبيع القدس والضفة، وهذا الأمر استهبال للشعب الفلسطيني، فغزة هي التي تدافع بالدم عن المشروع الوطني، وهي التي تقلق مضاجع الاحتلال، وهي التي ترد الدم بالدم وليس بحبات التفاح والليمون، واتهام المقاومة أنها تمرر صفقة لبيع القدس تصريحات ميتة لا قيمة لها.
وعلق المربي عزيز أحمد قائلاً: أنا من المؤيدين لوجود تهدئة في قطاع غزة، لأنها ستكون بمثابة استراحة المحارب، فالاحتلال تعب من صفارات الإنذار ويريد أن يعقد تهدئة لمصلحته، فالردع الإسرائيلي لم يعد قائماً في قطاع غزة، وقد أعجبني تصريح لأحد الصحفيين الإسرائيليين عندما قال: حسن نصر الله لا يستطيع الخروج والتجوال بحرية خوفاً من الردع الإسرائيلي، بينما قادة “حماس” والفصائل في غزة يتجولون بحرية في الشوارع والحدود في مسيرات العودة وهم في مرمى نيراننا، فالردع الإسرائيلي لم يعد موجوداً في قطاع غزة.
وأضاف: هذا الإنجاز يعني أن التهدئة مصلحة فلسطينية أولاً، وأن الحصار لم يعد مجدياً، وأن المقاومة لديها الرد القوي على أي خرق من قبل الاحتلال، فتوازن الرعب أصبح حاضراً في قطاع غزة المحاصر، بينما السلطة في الضفة الغربية لا تستطيع منع ترحيل تجمع فلسطيني من قبل جيش الاحتلال.