قال محمد نزال، نائب رئيس “حماس” في الخارج، إنه امتنع سابقا عن الإدلاء برأيه حول المصالحة الفلسطينية؛ “لأن لي رأيا سلبيا، لم أكن أريد أن يلقي بظلاله على هذا المسار” في إشارة إلى المصالحة التي تجري مفاوضات حولها منذ نحو عقد من الزمان، دون أن تحقق أي تقدم ملموس.
وأضاف نزال في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، اليوم الخميس، “ولكن الوقت قد حان لمصارحة الرأي العام، فأقول باختصار: مثل المصالحة كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء، حتى إذا جاءه لم يجده شيئا”.
واستطرد قائلا: “مما لا يعرفه الكثيرون أن قطار المصالحة الفلسطينية، انطلق في محطته الأولى من ( بيروت)، في سبتمبر ٢٠٠٧، أي بعد ثلاثة شهور من عملية الحسم الاضطرارية، التي شهد وقائعها قطاع غزة. وقد عقدت جولة الحوار الأولى، بحضوري ممثّلا عن حركة حماس، وجبريل الرجوب ممثّلا عن حركة فتح”.
وأضاف: “وتمّت هذه الجولة بحضور ورعاية الأساتذة: منير شفيق منسّق المؤتمر القومي الإسلامي، وخالد السفياني الأمين العام للمؤتمر القومي العربي، وعبدالعزيز السيّد الأمين العام لمؤتمر الأحزاب العربية، وطلب الرجوب أن يكون اللقاء سريّا، وأن لا يعلن عنه بشكل رسمي، وهو ما تمّ حتى هذه اللحظة”.
وتابع نائب رئيس حماس بالخارج: “بعد محطة بيروت توقّف القطار في محطات عديدة: دمشق، صنعاء، داكار، الدوحة، غزة، الضفة الغربية، موسكو، جنيف، القاهرة.
وقد حظيت القاهرة والدوحة بالعدد الأكبر من محطات التوقف، ولكن الحصيلة العملية لجولات الحوار التي تمّت بعد نحو اثني عشر عاما أن هذا القطار لا يزال تائها في الطريق”.
وفي ختام تغريداته قال نزال: “يتساءل الحريصون: هل هناك أفق أن يصل القطار إلى محطته النهائية؟
أجيب بصراحة متناهية: ما دام محمود رضا عباس يجثم على رئاسة حركة فتح، فلن تكون هناك مصالحة حقيقية وعملية، وسيبقى القطار تائها في طريقه، ليس لأن القبطان لا يعرف الطريق، ولكنه تيه مع سبق الإصرار والترصّد”، على حد تعبيره.
واستضافت القاهرة الأسبوع الماضي، جولة جديدة من المحادثات بين حركتي “فتح” و”حماس” لبحث ملفات المصالحة والتهدئة وإعمار قطاع غزة.
وكانت مصادر مصرية قد أكدت تمسّك السلطة الفلسطينية بمطلب قيادة وفد الفصائل في مفاوضات التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي، والتي تتم بشكل غير مباشر عن طريق الوسيط المصري.