نظم أكثر من 35 محرراً مع عائلاتهم اعتصاماً أمام وزارة هيئة شؤون الأسرى والمحررين في رام الله، يطالبون بحقوقهم المتمثلة برواتبهم المقطوعة منذ 11 عاماً بزعم مخالفتهم للشرعية منذ أحداث يونيو 2007 في قطاع غزة وسيطرة حركة “حماس”، ومنعتهم الأجهزة الأمنية من نصب خيمة اعتصام لتقيهم من الحر.
الإعلامي المحرر الذي أمضى أكثر من 7 سنوات، علاء الريماوي، تحدث بمرارة وقال: من العار أن يكون أحد المحررين أمضى أكثر من 20 عاماً في سجون الاحتلال ويقطع راتبه ليعمل في مجال العتالة، فهذا العار يجب أن يمسح عن كل محرر قطع راتبه، ومنذ 11 عاماً ونحن نطالب بحقنا، وسيكون اليوم أول غداء مكون من ماء وملح، وللأسف هذه الوجبة كانت في سجون الاحتلال ونحن نناضل ضد مصلحة السجون، واليوم تكون هذه الوجبة من أجل استرداد حقوقنا أسوة بباقي الزملاء المحررين.
وأضاف: يجب أن يتوقف هذا الإجراء بحقنا، ونحن أمضينا سنوات شبابنا ندافع عن كرامة وطن، واليوم هذه الكرامة يتم المساس بها، ونحن هنا لا نستجدي أحداً من أجل استرداد الحقوق، بل من حقنا أن نعيش بكرامتنا مع عائلاتنا، وكان من المفروض أن يكون الأبناء في المدارس إلا أنهم جاؤوا ليقولوا إلى المسؤولين: إن الآباء الذين غابوا عنهم في السجون من حقهم أن يعيشوا بكرامة فكرامتهم من كرامة الوطن.
ولفت الريماوي قائلاً: على وزير المالية الذي ينفق الملايين على مصروفات ليس لها ضرورة أن يلتفت إلى عائلات الأسرى واحتياجاتهم، فنحن صابرون على هذا التعسف بحقنا وعائلاتنا 11 عاماً.
ونوه إلى أن الأسرى المحررين تعرضوا إلى ابتزازات منها أن يكونوا منحازين لطرف على حساب طرف آخر، وهذه المساومة مرفوضة ونحن نتحدث عن قانون وحق يمنح للمحرر لحفظ كرامته وكرامة عائلته.
أما المحرر سامر الشوا (38 عاماً) من رام الله الذي شارك في الاعتصام قال: راتبي قطع منذ عام 2008م وتوجهت مع زملائي إلى كل العناوين الأمنية والفصائلية والسياسية والرسمية والتشريعية، والكل تضامن معنا، ولكن بدون أي قرار لإنهاء معاناتنا، فأنا أمضيت 8 سنوات في الأسرى ورب لأسرة من 4 أفراد، ومن حقي أن أعيش بكرامة، وتهمة أننا لسنا مع الشرعية، لم نفهم حتى الآن ما طبيعتها، فنحن خضنا تجربة الأسر من الوطن، وهل هناك أقوى من شرعية الوطن؟
بدوره، قال النائب التشريعي حسن خريشة الذي شارك في بداية الاعتصام: يجب أن تتوقف هذه المهزلة بحق أسرانا المحررين، وقد استبشر الجميع بمقولة الرئيس الفلسطيني عباس عندما قال في خطابه للمجلس المركزي: إنه لو بقي قرش واحد فسوف يصرفه على عوائل الأسرى، ومن هنا نطالب بإرجاع الرواتب المقطوعة فوراً؛ لأن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى كل فلسطيني لمواجهة التحديات من “صفقة القرن” والترحيل للفلسطينيين بدءاً من الخان الأحمر.
وأضاف: يجب حماية أسرانا وعائلاتهم، وعلى السلطة التعامل بمنظومة واحدة مع كل الأسرى وليس حسب الانتماءات السياسية، كما أن الأمر يتعلق بـ35 أسيراً، وتم حل كل الأسرى المقطوعة رواتبهم، وهذا التعامل بشكل انتقائي مرفوض، فكل الأسرى لهم حق علينا بغض النظر عن المشارب السياسية.
يشار إلى أن المحررين قرروا نصب خيمة أمام وزارة هيئة شؤون الأسرى والمحررين حتى تحقيق مطالبهم وإرجاع رواتبهم.