في تطور لافت أدان المتحدث باسم الحركة المدنية الديمقراطية في مصر المهندس يحيي حسين عبد الهادي استهداف السلطات المصرية للعلامة الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وحبس ابنته وزوجها، وهو ما استقبله معارضون إسلاميون بترحاب واسع واعتبروه خطوة للتقارب والإنصاف.
والحركة المدنية الديمقراطية تجمع ليبرالي يساري، يضم قيادات وكوادر الداعيين لمظاهرات 30 يونيو 2013 ضد الدكتور محمد مرسي ، والتى يرى أنصار الأخير أنها استخدمت من وزير الدفاع وقتها والرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي للاطاحة بمرسي، وهو ما ترفضه السلطات الحالية وتصفه بالثورة كما نفاه السيسي مراراً.
“فضيلة الشيخ “
وفي مقال له نشره بصحفته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” ، اليوم الثلاثاء بعنوان ” فضيلة الشيخ يوسف القرضاوى”، قال م.يحيي حسين عبد الهادي :” أعرف أن هذا العنوان (فضلاً عن المقال نفسه) قد يتسبب فى متاعب إضافية.. ورغم أن العنوان خالٍ من الإساءة .. ولعل ذلك سببٌ كافٍ للتشنج .. فقد جرت العادة فى هذا العهد ألا يُذكر الشيخ الجليل إلا مسبوقاً بالتطاول والبذاءة “.
وفند م.عبد الهادي – الذي يحسب على الناصريين في مصر – ما رددته بعض القنوات من أن القرضاوى قد أسقط ركن الإسلام الخامس” الحج”، مؤكداً أنه يختلف معه في موقفه من الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر ولكن يتفهم موقفه عندما اعتُقل مرتين فى عهد عبد الناصر ومرةً فى العهد الملكى، مضيفاً أن “الشيخ التسعينى أتَّم قبل يومين اثنين وتسعين عاماً تعرض لهجومٍ متواصلٍ مزدوجٍ من الإعلام المصرى وما أسماه “الإعلام الوهابى”.
وأوضح أن موقف النظام من الشيخ القروضاي لا شأن له بالتأكيد بعلم الرجل وفقهه وإنما لموقفه من 30 يونيو حيث كان الرجل ولا يزال من الرافضين لما حدث فى ٣٠ يونيو ويرى فيما حدث بعد ذلك انقلاباً وهو موقفٌ سياسىٌ يشاركه فيه ولا يزال عديد من المصريين.. واختلف معه ولا يزال مصريون آخرون.
وأعرب م.عبد الهادي عن أسفه لأن “الأمر تحول وكأن هناك ثأراً شخصياً مع الرجل بصورةٍ لا تليق بدولة محترمة.. حتى الثأر له أصول وقواعد يا بَشَر.. ليس من بينها اعتقال صغرى كريماته وزوجها من بيتهما بالساحل الشمالى منذ أكثر من عام بلا ذنب ولا جريمة، وقد وصلت الهستيريا إلى حد حبس إمام وخطيب مسجد فى سمنود قبل عام لأنه استشهد فى خطبته عن فقه الأولويات بأقوال هذا الشيخ المجدد.. إلى أين تأخذنا دولة الظلم”.
ترحاب بارز
الخطوة التي اتخذها المتحدث باسم الحركة المدنية الديمقراطية، أثارت تطورات إيجابية في معسكر المعارضة خاصة لدى الإسلاميين، حيث أعرب الكاتب الصحفي المعارض سليم عزوز عن إشادته بخطوة ” عبد الهادي”، واعتبرها جاءت من شخصية جديرة بالاحترا ، فيما أشادت تعليقات كثيرة للنشطاء على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، مؤكدين ان ما حدث خطوة مليئة بالانصاف والاحترام.
من جانبه أشاد الكاتب الصحفي والأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للصحافة السابق في مصر قطب العربي بخطوة “عبد الهادي”، وقال في تصريح لـ” المجتمع”: ” إنني أثمن هذه الخطوة التي أثق في صدق صاحبها، وأدرك ما سيتعرض له من نقد بسببها، كما ذكر هو شخصيا في مقاله، لكنه حرص على قول كلمة الحق وأراح ضميره، وهو ما أتمنى تكراره من الجميع.
وأكد العربي أن هذه خطوة في اطار التقارب المفترض والانصاف ، نتمني أن تستمر من شركاء النضال الذي جعلتنا محطات نفترق فيه وقد حان وقت الاصطفاف في مواجهة الاستهداف الممنهج لكل شركاء ثورة 25 يناير .
وأضاف أن الاستهداف لشخص القرضاوي معروف سياقه وأبعاده ويجب ألا ننسى خطب الدكتور يوسف القرضاوي في ميدان التحرير ، فهو يحاسب عليها الان هو وغيره من شركاء ميدان التحرير .