– خلف: اتفاق أوسلو جلب الدمار على الشعب الفلسطيني وحرمه من الاستقلال وكرس الاحتلال
– جبر: “صفقة القرن” وليدة “اتفاق أوسلو”
مر ربع قرن على توقيع اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية، ودولة الاحتلال، وقد وقع هذا الاتفاق في الثالث عشر من سبتمبر عام 1993م، وعلى مدار تلك السنوات استغلت دولة الاحتلال هذا الاتفاق أفضل الاستغلال، كثفت من عملية الاستيطان، ووسعت سيطرتها على الضفة الغربية والقدس، وقتلت كل ما يتعلق بمراحل تنفيذ هذا الاتفاق الذي كان من المقرر أن يتمخض عنه قيام دولة فلسطينية، لكن تحقق لـ”إسرائيل” ما أرادت، وبددت حلم إقامة الدولة الفلسطينية، وكرست الحكم الذاتي فقط طيلة الربع قرن من هذا الاتفاق، وبات الحديث عن قضايا الوضع النهائي سراباً، لأن كل الحكومات الصهيونية المتعاقبة متفقة على رفض كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وأن وهم السلام استخدم لتكريس الاحتلال.
التنسيق الأمني
وقال عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين محمود خلف لـ”المجتمع”: إن اتفاق أوسلو جلب الكوارث والويلات للشعب الفلسطيني، واتفاق أوسلو اعتمد على إدارة غزة والضفة بحكم ذاتي محدود، وهو لم يتحدث عن المستوطنات ولا الدولة المستقلة، وهو حرم الشعب الفلسطيني من الاستقلال والتحرر وكرس أمراً واقعاً خاصة في الضفة الغربية، وتقسيم الأراضي في الضفة لمناطق منفصلة معزولة.
وأشار خلف إلى أن هذا الاتفاق على مدار ربع قرن لم يصل إلى نهايته، بأن تقام الدولة الفلسطينية بحلول عام 4/ 5/ 1999م، حيث تنتهي الفترة الانتقالية، وبعدها يتم الشروع في مفاوضات الوضع النهائي مثل المستوطنات والحدود والمياه، بعد هذه السنوات أفرز هذا الاتفاق الاستيطان والتهجير والتنكر لكل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وأكد خلف أنه على مدار ربع قرن، داست “إسرائيل” بأقدامها على اتفاق أوسلو، ولم يتبقَّ من هذا الاتفاق إلا التنسيق الأمني، وأموال المقاصة التي تجبيها دولة الاحتلال عن السلطة الفلسطينية لإدارة الضفة وغزة، مشيراً أن أوسلو جلب للشعب الفلسطيني الويلات والكوارث الوطنية، وللأسف تم ربط القضية الفلسطينية بهذا الاتفاق، وكان الأفضل أن تتم مواصلة المقاومة والانتفاضة، وهذا الاتفاق هزيل، ولا يحقق طموحات الشعب الفلسطيني، الاحتلال يريد فقط حكماً ذاتياً فقط للفلسطينيين لا أكثر من ذلك.
وأكد خلف أن الوفد الفلسطيني كان ضعيفاً، وكان يتفاوض بوفدين، ولم يتم استخدام أوراق القوة وهي الانتفاضة العارمة في الأرض المحتلة، وأن واشنطن كانت معنية بطرح حل سياسي متدرج بهدف تدمير المطالب الفلسطينية، وكان واضحاً أن حكومة الاحتلال كانت معروف أنها كانت لا تريد تسليم إلا غزة أريحا أولاً، الذي كان بمثابة الطعم للفلسطينيين بهدف الحصول على مكاسب سياسية.
يجب الخلاص من التبعية
من جانبه، قال السياسي الفلسطيني فهمي كنعان لـ”المجتمع”: إن اتفاقية أوسلو كانت ظالمة ومجحفة بحق الشعب الفلسطيني، ولها مساوئ عديدة جعلت الشعب الفلسطيني رهينة للدعم الدولي المشروط، وكان هناك نقاط ضعف وضغط على السلطة الفلسطينية القائمة تتعلق بالمخصصات المالية، إضافة إلى عائدات الضرائب واتفاقية باريس الاقتصادية التي اتبعت الاقتصاد الفلسطيني بالاحتلال بحيث كبلت الاتفاقية الاقتصاد الفلسطيني.
وأشار كنعان إلى أن إيجابيات هذه الاتفاقية إيجاد كيان فلسطيني على الأرض بعد أن كان الفلسطيني غير معترف به ومطارداً في كل أنحاء العالم، وكان هدف لـ”الموساد الإسرائيلي”، إلى أن حصلت فلسطين على دولة غير مكتملة العضوية في الأمم المتحدة، فأصبح هناك كيان فلسطيني تعترف به غالبية دول العالم اسمه دولة فلسطين.
“صفقة القرن” وليدة “أوسلو”
على هذا الصعيد، أشار الإعلامي الفلسطيني حسن حبر لـ”المجتمع” إلى أن مأساة الشعب الفلسطيني هي في اتفاق أوسلو، و”صفقة القرن” التي تروج لها واشنطن، هي وليدة اتفاق أوسلو، وهذا الاتفاق أوصلنا لنقطة الصفر في حين نجحت حكومات الاحتلال المتعاقبة في استغلال الاتفاق في تصفية الحقوق الفلسطينية المشروعة.
وأوضح جبر أن اتفاق أوسلو كان يعد يوماً أسود في تاريخ القضية الفلسطينية، ومثل اعترافاً من قبل الفلسطينيين بدولة الاحتلال.
وطالب جبر السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية بسحب الاعتراف الذي أعطته لدولة الاحتلال، والإعلان عن موت اتفاق أوسلو وكل الاتفاقيات الملحقة به خاصة اتفاقية باريس الاقتصادية، لأنه لا يمكن أن نكون رهائن لاتفاق لا تعترف به حتى واشنطن التي طردت منظمة التحرير من على أراضيها.
وبموجب اتفاق أوسلو، تنازلت منظمة التحرير عن فلسطين التاريخية، واكتف بالضفة وغزة اللتين لا تشكلان سوى 22% من مساحة فلسطين، تسيطر حكومة الاحتلال الآن على أكثر من 60% من هذه المساحة من الضفة المحتلة من خلال المستوطنات والطرق الالتفافية والجدار الذي قضم الأرض الفلسطينية في الضفة المحتلة.