قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس): إن مجزرة صبرا وشاتيلا “تكرّس الصورة الإرهابية لكيان الاحتلال الإسرائيلي”.
وطالب مكتب شؤون اللاجئين في حركة “حماس” في بيان صحفيّ له، اليوم السبت، بمطاردة رموز العدو حول العالم لتقديمهم للمحاكمات الدولية، مؤكدًا: “هذه المجزرة (صبرا وشاتيلا) تأتي في سياق المجازر التي ارتكبها العدو الصهيوني ضد شعبنا الفلسطيني”.
وتمر غدًا الأحد؛ 16 سبتمبر، الذكرى الـ36 لمجزرة صبرا وشاتيلا، التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي والميليشيات المسيحية اللبنانية؛ المتمثلة بحزب الكتائب اللبناني وجيش لبنان الجنوبي، عام 1982 في مخيم للاجئين الفلسطينيين جنوبي العاصمة اللبنانية (بيروت).
وشدد “شؤون اللاجئين” على أن “الجرائم لا تسقط بالتقادم، وأنّ محاكمة الاحتلال مسؤولية دولية يجب أن تتمّ في المحاكم الدولية للكيان والجيش والأفراد”.
وأكد أن “دماء اللاجئين في مجزرة صبرا وشاتيلا ستبقى البوصلة التي تتوجه إلى فلسطين وتضيء الطريق إلى التحرير والعودة”.
ودعت حماس الحكومة اللبنانية إلى التضامن مع قضية اللاجئين الفلسطينيين من خلال إعادة الحقوق المدنية الاقتصادية والاجتماعية للاجئين في لبنان، ورفع الضغط الذي أصبح عاملًا طاردًا للاجئين باتجاه الهجرة إلى أوروبا وغيرها.
وناشدت أصدقاء الشعب الفلسطيني في العالم دعم “الشهداء الأحياء” من أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان لمواجهة الهجوم الأمريكي على قضية اللاجئين، لا سيما وقف واشنطن دعم “الأونروا” وإعادة تعريف اللاجئ وتوطين اللاجئين.
وفي الـ16 من سبتمبر 1982، كان مخيما صبرا وشاتيلا (جنوب بيروت) على موعد مع مجزرة استمرت لثلاثة أيام وأوقعت المئات من المدنيين العزل “شهداء”؛ بينهم أطفال ونساء وشيوخ، عرفت فيما بعد باسم “مجزرة صبرا وشاتيلا”.
ويُصادف غدًا الأحد الذكرى الـ36 لمجزرة “صبرا وشاتيلا”، التي بدأت بعد أن طوق جيش الاحتلال الإسرائيلي بقيادة وزير الحرب آنذاك أرئيل شارون، ورافائيل إيتان، وارتكبت بعيدًا عن وسائل الإعلام، واستخدمت فيها الأسلحة البيضاء وغيرها في عمليات التصفية لسكان المخيم.
وسبق المجزرة حصار إسرائيلي لمخيمات اللجوء الفلسطينية، انتهى بضمانات دولية بحماية سكان المخيمات العزل بعد خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت، لكن الدول الضامنة لم تفِ بالتزاماتها وتركت الأبرياء يواجهون مصيرهم قتلًا وذبحًا وبقرًا للبطون.
والمجزرة وقعت في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين (جنوب بيروت) وحي صبرا اللبناني الفقير، بعد يومين من اغتيال الرئيس اللبناني المنتخَب بشير الجميل. وبدت كأنها انتقام لمقتل الجميل الذي كان زعيمًا للمليشيات اليمينية المتعاونة مع “إسرائيل”.
وجاءت المجزرة بعد يوم من اجتياح القوات الإسرائيلية بقيادة آرئيل شارون (وزير الحرب آنذاك في حكومة مناحيم بيجن) غرب بيروت وحصارها المخيم، بناءً على مزاعم بأن منظمة التحرير الفلسطينية التي كان مقاتلوها قد غادروا لبنان قبل أقل من شهر خلّفوا وراءهم نحو ثلاثة آلاف مقاتل في المخيم.
وقدرت المنظمات الإنسانية والدولية عدد الشهداء؛ بينهم لبنانيون وعرب وغالبيتهم من الفلسطينيين -وفق شهادة الكاتب الأمريكي رالف شونمان أمام لجنة أوسلو 982- بين 3500 و5000 شخص، من أصل 20 ألف نسمة كانوا يسكنون المخيم وقت حدوث المجزرة.
وكانت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، قد أسست عام 1949 بمخيم شاتيلا بهدف إيواء المئات من اللاجئين الذين تدفقوا إليه من قرى عمقا، ومجد الكروم، والياجور في شمال فلسطين بعد عام 1948.