أعلن نائب المدير العام للموارد والإعلام في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية محمد راشد الشمري عن انتهاء الهيئة من إنشاء مجمع دار الخير التنموي في حي مستورة بمدينة كسلا السودانية، الذي يضم عدداً من المدارس الثانوية، والمتوسطة والابتدائية والروضة، بتكلفة 6 ملايين دولار بدعم من أهل الكويت.
وقال الشمري في تصريح صحفي: إن هذا الصرح التعليمي بمرافقه التعليمية والإدارية والصحية والخدمية نتاج شراكة متميزة بين الهيئة الخيرية والرحمة العالمية وفريق بلسم التطوعي وبالتعاون مع منظمة الرعاية بالسودان وعدد من الوزارات السودانية.
وأشار إلى أن المشروع انطلق في يناير 2016م، على مساحة 53 ألف متر مربع، كأضخم مشروع من نوعه في السودان، ويضم إلى جانب 13 مبنى من المنشآت والمرافق التعليمية والصحية والإدارية والخدمية، 15 ألف متر مربع مساحات خضراء، و9 آلاف متر مربع طرقاً مرصوفة بطول 1800 متر، فضلاً عن أماكن لانتظار السيارات.
وأضاف أن مدارس المشروع دخلت الخدمة في شهر يونيو الماضي، وافتتحت لاستقبال مئات الطلبة والمعلمين والإداريين، ويضم المجمع مسجداً وعدداً من المدارس (ثانوية، متوسطة، ابتدائية، روضة)، وسكناً داخلياً لمئات الأيتام، ووحدة غسيل وكي للملابس، وقاعة متعددة الأغراض (مطعماً، مسرحاً)، ومخبزاً ومخازن، ومبنى إدارياً للمجمع، ومعهداً حرفياً، وبئراً ارتوازية، ومستوصفاً، وغيرها من المرافق.
ولفت الشمري إلى أن المشروع يستهدف رعاية 1000 يتيم تربوياً وصحياً، وهو مجمع متكامل للتعليم من مستوى رياض الأطفال وحتى المرحلة الثانوية بجانب التعليم الحرفي، فضلاً عن أنه يهتم بتكنولوجيا التعليم (شبكة إنترنت، ومعمل حاسوب، وقاعة وسائط تعليمية، وشبكة اتصالات، وشبكة كهربائية، ومكتبة إلكترونية) ومزوّد بشبكات الري والصرف صحي والتحكم، والمراقبة.
وتابع قائلاً: إن المجمع يوفر أيضاً الخدمات الصحية والعلاجية بجانب السكن وغيره من الاحتياجات اللازمة لتوفير الحياة الكريمة للأيتام، والعمل على رعاية وتخريج جيل متميز وقوي ونافع لوطنه.
ونوه إلى أن هذا المشروع صورة من صور العطاء الإنساني المتفرّد الذي ينتقل بالعمل الإنساني من مرحلة تقديم العون والمساعدات إلى فضاءات العمل التنموي ليعود النفع بشكل متواصل على كل الشرائح المستهدفة من المحتاجين، كما يعد منهجاً فكرياً متطوراً لمفهوم العمل الإنساني بملامسته الحاجة الإنسانية بجانب تقديم المعرفة والرعاية الصحية.
وذكر أن منطقة كسلا تعاني ضعفاً في التعليم بصفة عامة وخاصة في مجال تعليم البنات، فضلاً عن تزايد أعداد الأيتام وارتفاع نسبة الفقر والمرض في الولاية وانتشار الأمية.
ويأتي هذا المشروع -كما يشير الشمري- امتداداً لأيادي الكويت البيضاء في مختلف بقاع العالم لتستحق عن جدارة لقب مركز للعمل الإنساني، ضمن تجربة رائدة من الشراكة الإنسانية، دشنتها هيئات ومنظمات كويتية للإسهام في تنمية وإعمار شرق السودان، عبر إنجاز حزمة مشاريع تنموية وتعليمية وتدريبية في شرق السودان، في سياق الموقف الإنساني لدولة الكويت الذي تجلّى في استضافتها مؤتمراً دولياً لتنمية وإعمار شرق السودان في مطلع ديسمبر 2010م برعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وتوجيهاته السامية.
وتولي مؤسسات العمل الخيري الكويتي العمل التنموي والإنتاجي أهمية قصوى لدوره الفاعل والبناء في نهضة الأمة وإخراجها من شرنقة العوز، الأمر الذي يتطلّب حشد الجهود وتضافرها من أجل شراكة حقيقية في برامج ومشاريع طموحة تعود على الأمة وأبنائها بالنفع.