قال مجلس الشورى الاسلامي السویسري الیوم الاثنین ان فرض حظر على النقاب في مقاطعة (سان غالن) اقصى شرق البلاد ما ھو الا مرحلة جدیدة لتكریس رھاب الاسلام (الاسلاموفوبیا) في البلاد.
وقال المتحدث الاعلامي باسم المجلس عبدالعزیز قاسم ایلي لوكالة الانباء الكویتیة (كونا) ان “نص قانون الحظر یشوبه عوار في الصیاغة اذ یترك للشرطة تحدید ما اذا كانت المتنقبة تمثل تھدیدا للأمن العام او الاستقرار الدیني او السلام المجتمعي حال ضبطھا في احد الاماكن العامة بالمقاطعة”.
واضاف ان ھذه الصیاغة تجعل من الصعوبة بمكان على اي شرطي ان یحدد نوع التھدید الذي یمكن ان تمثله امرأة متنقبة في اي مكان بالمقاطعة.
واوضح ان المجلس سیتابع عن كثب آلیات تطبیق ھذا القانون في الواقع العملي لرصد اي نوع من القمع أو التمییز قد تتعرض له المتنقبات في ھذه المقاطعة كما لا یستبعد المجلس ایضا اتخاذ الخطوات القانونیة اللازمة لحمایتھن.
وطالب المجلس المتنقبات اللائي قد یتعرضن لمضایقات من شرطة المقاطعة الى المطالبة بتوضیح نوع التھدید الذي تعتقد الشرطة انھا تمثله في الاماكن العامة وان یتقدمن للمجلس بما یتعرضن لھ من مضایقات لاتخاذ الخطوات القانونیة المناسبة.
واكد ایلي ان المجلس یرفض مثل تلك “القوانین المطاطة” والتي تصب في جوھرھا في تعزیز رھاب الاسلام (الاسلاموفوبیا) بین فئات المجتمع السویسري لاسیما ان من یقفون وراء مثل تلك القرارات مشبعون بالافكار السلبیة بل وكراھیة الاسلام.
وقال ان المجلس یشدد دوما على ضرورة احترام القانون الاساسي والدستور في سویسرا واللذین یضمنان حریة المعتقد والادیان والضمیر ولا یقیدان ممارسة العقیدة والایمان.
وتعد مقاطعة سان غالن ھي الثانیة في سویسرا التي تفرض حظرا على النقاب وكل اشكال تغطیة الوجھ بعد مقاطعة (تیتشینو) جنوب البلاد منذ صیف العام الماضي.
ویسعى تیار الیمین السیاسي المتطرف لفرض حظر شامل على النقاب في جمیع انحاء سویسرا عبر استفتاء شعبي رغم ان عدد المتنقبات اللاتي یقمن في سویسرا لا یتجاوز العشر.
وترفض الحكومة السویسریة ھذا المقترح وستقدم الى الناخبین مشروع قانون بدیلا یضمن حریة النقاب والحجاب ولكنه یعاقب من یرغمون السیدات علیھما (النقاب او الحجاب) اذ یجب ان یكون ارتداؤھما عن قناعة ولیس كرھا.
ویعیش في سویسرا قرابة 400 الف مسلم اغلبھم من البلقان وتركیا تقول السلطات انھم مندمجون بشكل جید في البلاد لكن تیارات الیمین السیاسي المتشددة والمتطرفة تحاول دوما تصویر الجالیة المسلمة بأنھا خطر یھدد ما یصفونھ بالقیم السویسریة.
وتأسس مجلس الشورى الاسلامي السویسري على ید مجموعة المثقفین السویسریین من معتنقي الاسلام بھدف التواصل مع السلطات وتمثیل اھتمامات الجالیة سواء من المقیمین او من السویسریین معتنقي الاسلام امام السلطات.
ونجح المجلس في كل القضایا التي خاضھا لضمان حقوق المحجبات في التعلیم والعمل والتصدي لمظاھر رھاب الاسلام التي یتعرض لھا المسلمون في الاماكن العامة او العمل.