بينما تحتفل دول بيوم الطفل العالمي وتستعد أخرى للاحتفال، هناك أكثر من مليون طفل سوري في محافظة إدلب (شمال)، يعيشون مأساة إنسانية كبرى جراء الحرب.
ويواجه الأطفال السوريون ظروفًا قاسية بسبب الحرب المستمرة منذ عام 2011 والتي أدت إلى انتشار الفقر والاضطرابات الأمنية.
كل واحد من هؤلاء يكبر دون أن يتذوق طعم الطفولة، فهو محروم من الخدمات الصحية والتعليمية والترفيهية فضلًا عن الأمان.
ويعاني حوالي 4 ملايين سوري ظروفًا صعبة للغاية في محافظة إدلب والمناطق المجاورة في أرياف محافظات حماة وحلب واللاذقية.
وأدت هجمات النظام وداعميه على المناطق المأهولة، جوًا وبرًا، إلى النزوح وانهيار البنى التحتية وانعدام مقومات الحياة.
ويحاول السوريون في مخيمات “أطمة”، قرب الحدود التركية، مواصلة تعليم أطفالهم بتحويل الخيام إلى فصول دراسية واستخدام مستلزمات بسيطة.
وقال أسامة حميدي، وهو أحد المدرسين في المخيم: إنهم اضطروا لتغيير مكان الصفوف (الفصول) عدة مرات بسبب هجمات نظام الأسد وداعميه.
وناشد حميدي، في حديث لوكالة “الأناضول”، السلطات التركية، كي تقدم الدعم لهم من أجل ضمان تعليم الأطفال في المنطقة.
وأشار إلى أن سكان المخيم قد يواجهون مشكلات أكبر بسبب حلول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة.
وأضاف: “في مدرستنا لا توجد حتى كراسي.. أطفال العالم ينعمون بالسعادة أمّا أطفالنا فإنهم محرومون من أبسط حقوقهم”.
من جهتها، قالت أسماء برجس (13 عامًا): إنها اضطرت -مع أسرتها- للنزوح من مكان إلى آخر بسبب الهجمات.
وأكّدت برجس أنها تدرس حاليًا في الصف الرابع، رغم أن أقرانها يدرسون في الصف السابع، وذلك بسبب عمليات النزوح المتكررة.
وتتمنى الطفلة السورية أن تكون المدارس في بلادها مثل التي توجد في تركيا.
وأشارت إلى أن جميع المدرسين في المخيم هم من المتطوعين، ولا أحد يقدم الدعم لهم من حيث المستلزمات المدرسية.
بدوره، ناشد المواطن السوري أيمن أبو محمود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من أجل تقديم الدعم لتعليم الأطفال.
أمّا السورية أم أحمد، وهي أم لأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، فقالت: إنها تحتاج يوميًا إلى 25 ألف ليرة سورية (نحو 55 دولارًا) لتلبية احتياجات أسرتها من الطعام والدواء.
وقال الطبيب السوري مهيب قدور، الذي يعمل جراحًا في مشفى ميداني: إن أطفال سورية هم أكثر المتضررين من الحرب.
وتخصص دول العالم يومًا للاحتفال بالطفولة يختلف من بلد لآخر، غير أن أغلبها يحتفل 20 نوفمبر من كل عام، إلى جانب أول يونيو في الدول الاشتراكية.
فيما تخصص دول السلفادور، جواتيمالا، وسريلانكا الأول من أكتوبر سنوياً للاحتفال بهذا اليوم.