قال الشيخ صلاح الدين ملس ولد ماريام، أمين عام جمعية وطني لتنمية المجتمع في إثيوبيا: إن هناك ثلاثة تحديات رئيسة تحد من تطور التعليم الديني في إثيوبيا، وتتمثل في قلة الكوادر المؤهلة، ثم انعدام منهج موحد في البلاد، وكذلك انعدام وجود كليات أو جامعات إسلامية تقوم على تخريج الدعاة والعلماء.
جاء ذلك في حوار مع “المجتمع” حول واقع التعليم الديني لمسلمي إثيوبيا.
في بداية حوارنا، نود نبذة عن مؤسستكم التعليمية.
– مؤسستنا تدعى “مركز أبي بن كعب لتحفيظ القرآن الكريم”، والمركز مكوّن من ثلاثة طوابق، ومسجد مجاور، ورؤيتنا أن نرى جيلاً مسلماً ناجحاً يجمع بين الأصالة والمعاصرة في حياته، مستقيماً في أخلاقه، واعياً لمبادئه الإسلامية، قادراً في السير وفق منهج مستمد من الكتاب والسُّنة.
والشريحة المستهدفة هي مختلف شرائح مسلمي إثيوبيا، مع التركيز على فئة الشباب وصغار السن.
وسبب إنشاء المركز هو اندثار الحلقات العلمية، والكتاتيب القرآنية التي كانت تربي وتعلم النشء بصورة مذهلة، ومن ثم انحراف أبناء الأمة عن جادة الطريق.
لذلك رسالة مركزنا تتمثل في إعداد دعاة مزودين بالعلوم الشرعية ومتحلّين بالتربية الإسلامية ليستطيعوا تحقيق الهدف من خلقهم، ثم أن يتمكنوا من القيام بخدمة المجتمع، وحتى اليوم تم تخريج أربع دفعات من الحفظة، ودفعة واحدة من الدعاة.
ماذا عن المناهج الإسلامية الحالية التي تدرس للطلاب في مختلف منابر التعليم بإثيوبيا؟ وما تقييمكم لها؟
– لا توجد في إثيوبيا مناهج محددة تسير عليها المدارس التربوية والتعليمية في مختلف العلوم الشرعية أو اللغوية، وإنما هناك بعض النظم التعليمية شبه مناهج التربية والتعليم، وهي لا تفي بحاجة بعض المدارس فضلاً عن عموم مدارس البلد الإسلامية التي توحد المسار التربوي والتعليمي، لذا نرجو ممن له قدرة على المساعدة في تصميم المناهج فأهلاً به مشكوراً مأجوراً.
هل من شروط لمعلمي الأطفال العلوم الدينية؟ وهل من برنامج لتطوير هؤلاء المعلمين؟
– يقوم بالتعليم والتربية علماء البلد معظمهم خريجو الحلقات العلمية في البلد، ومعدودون من تخرجوا في الجامعات الإسلامية خارج البلد، وهؤلاء العلماء الذين يقومون بتعليم أولاد المسلمين يحتاجون إلى تطوير مهاتهم في التربية والتعليم، وفنون الخطابة والأداء، لذا فإن بلدنا بحاجة ماسة إلى مساعدة جامعات إسلامية بإتاحة فرص المنحة الدراسية، ولا يقتصر تخلف الأبناء في العلوم الشرعية بل يشمل الدراسات الكونية.
ما العقبات التي تواجههم في مجال التعليم الإسلامي؟
– هناك تحديات عديدة أمام عملية التعليم والتعلم في إثيوبيا، ومن أبرزها ثلاثة:
1- قلة الكوادر المؤهلة لذلك.
2- عدم وجود منهج تعليم موحد في البلد.
3- انعدام الكليات والجامعات الإسلامية.
ما أبرز الإنجازات التي تحققت في مجال التعليم الإسلامي بإثيوبيا؟
– في إثيوبيا إنجازات ونجاحات عدة في مجال التعليم الإسلامي، أبرزها أربعة:
1- وجود علماء محليين متمكنين في العلوم الشرعية والعلوم اللغوية وإن قل عددهم.
2- توحيد صف المسلمين تحت راية أهل السُّنة والجماعة.
3- التمكن من مكافحة المعتقدات الفاسدة مثل الشيعة والأحباش.
4- افتتاح عدد مشجع من مراكز تحفيظ القرآن الكريم في الأرياف والمدن.
هل هناك تواصل مع المناطق الأخرى بإثيوبيا للتنسيق في العملية التعليمية؟
– نعم، هناك تواصل بين الجهات التعليمية المختلفة في مختلف مناطق البلاد، وذلك من خلال برامج مختلفة، مثل الدورات، والمؤتمرات، والملتقيات، وفي برامج دعوية موسمية عامة، ويتم فيها تبادل التجارِب والخبرات في المجال.
ماذا عن رؤيتكم المستقبلية لتطوير التعليم الإسلامي في إثيوبيا؟
– مسلمو إثيوبيا بحاجة لعدة مشاريع مستقبلية لتطوير مسار العملية التعليمية الإسلامية، ومن ذلك:
– دعم وتطوير الحلقات العلمية بالمدن والقرى.
– إنشاء معاهد لتأهيل العلماء والدعاة والأئمة.
– إنشاء كليات في مختلف التخصصات سواء في العلوم الشرعية أو الأكاديمية.
– افتتاح جامعات إسلامية.
– إنشاء قنوات تعليمية ودعوية.
– إيجاد مراكز التدريب والتأهيل.