– المستقبل يحمل عوامل نجاح للمصارف الإسلامية
احتضنت العاصمة القطرية الدوحة فعاليات المؤتمر العالمي للشراكة والمسؤولية المجتمعية للمؤسسات المالية والمصارف الإسلامية، الذي تستضيفه الدوحة لأول مرة، وذلك بمشاركة نخبة من المتخصصين في المصارف الإسلامية، علاوة على المهتمين بالمؤسسات المالية بدول العالم.
وعكس المؤتمر ما تشهده قطر ودول عربية من نهضة مصرفية ومالية، في الوقت الذي جاء فيه المؤتمر ضمن فعاليات أسبوع الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، ومتزامناً مع الاحتفال باليوم العالمي للمسؤولية المجتمعية، الذي يوافق شهر أكتوبر من كل عام.
هذه النهضة عكستها أوراق المشاركين في المؤتمر ومداخلاتهم، الذين أكدوا نجاح تجربة المصارف الإسلامية في الدول العربية والإسلامية، مؤكدين أن المستقبل يحمل لها مزيداً من النجاح، على نحو ما عكسته الجوائز التي تم تخصيصها للمصارف الإسلامية.
وفي هذا السياق، جرى خلال المؤتمر تكريم الفائزين بجائزة شخصية العام المصرفية في الشراكة والمسؤولية المجتمعية 2018م وجائزة التميز في مجالات الشراكة والمسؤولية المجتمعية لقطاعات المؤسسات المالية والمصارف الإسلامية، التي فاز بها عدد من البنوك المشاركة في المؤتمر.
تنمية مجتمعية
وجاءت إقامة المؤتمر في ظل ما تشهده المصارف الإسلامية من نجاح في مجالات عديدة، إلا أنها في حاجة إلى المزيد من المساهمة الفعالة في عملية التنمية المجتمعية في مواطن أعمالها، عبر تعزيز شراكتها المجتمعية مع قطاعات المجتمع الأخرى لتحقيق مواءمة معها في سبيل تنمية تلك المجتمعات.
وتناول المشاركون أفضل التجارب والممارسات العالمية في مجالات الشراكة والمسؤولية المجتمعية للمؤسسات المالية، فيما دارت أوراق المؤتمر حول: الشراكة والمسؤولية المجتمعية للمؤسسات المالية والمصارف الإسلامية.. الماهية والمجالات والتطور التاريخي، وأفضل الممارسات في مجال الشراكة والمسؤولية المجتمعية للمؤسسات المالية والمصارف الإسلامية.. تجارب رائدة، والأدوات المهنية لتعظيم أثر الشراكات المجتمعية للمؤسسات المالية والمصارف الإسلامية.
تعزيز الممارسة
وعرجت المحاور على فقه المعاملات المالية المصرفية ودوره في تعزيز ممارسات الشراكة والمسؤولية المجتمعية، والمرجعية المعيارية المهنية العالمية لقياس أداء المؤسسات المالية في مجال الشراكة والمسؤولية المجتمعية، والبحوث والدراسات في المؤسسات المالية والمصارف الإسلامية لتحديد الاحتياجات المجتمعية بأدوات علمية، والتأمين التكافلي ودوره في خدمة المجتمع، ودور المؤسسات المالية غير المصرفية في تنمية الشراكة المجتمعية، والأسواق المالية ودورها في تحقيق الشراكة المجتمعية.. أفضل الممارسات العالمية.
وشدد الحضور على أن أهمية المؤتمر للمسؤولية المجتمعية في المصارف الإسلامية تأتي لأهمية دور المؤسسات المالية والمصارف في تحقيق الشراكة والمسؤولية المجتمعية الفاعلة، وتأكيد الدور الكبير والمهم الذي تقوم به تلك المؤسسات المالية والمصرفية في تلبية الاحتياجات المجتمعية، وتأسيس علاقة شراكة بين المؤسسات المالية والمصارف الإسلامية من جهة، وبين المجتمع بمختلف فئاته وقطاعاته من جهة أخرى.
مجالات الشراكة
واستهدف المؤتمر تعريف المؤسسات والأفراد بمجالات الشراكة والمسؤولية المجتمعية للمؤسسات المالية والمصارف الإسلامية والطريق لاستثمارها لتنمية المجتمعات العربية والإسلامية.
وتحدث الخبير في الاقتصاد الإسلامي والرقابة الشرعية في البنوك والمؤسسات المالية الإسلامية فضيلة د. علي محيي الدين القره داغي، رئيس الهيئة الاستشارية للمؤتمر، مؤكداً أن المؤتمر كان فرصة مهمة لتقديم العديد من أوراق عمل علمية من قبل خبراء ومتخصصين في مجالات الاقتصاد والصيرفة الإسلامية، والمسؤولية المجتمعية، إضافة إلى الشراكة وتطبيقاتها.
بدوره، لفت المستشار راشد بن سفر الهاجري، رئيس اللجنة المنظمة العليا للمؤتمر، إلى أهمية القطاع المالي والمصرفي، كونه من القطاعات الرئيسة التي تولي المسؤولية المجتمعية اهتمامات كبيرة، فالمؤسسات المالية والمصارف الإسلامية لا تكتفي بالنشاط الاقتصادي والاستثماري فحسب، بل تقدم خدمات أخرى عديدة تنبع من تحملها المسؤولية المجتمعية تجاه بناء المجتمع والمساهمة في دعم الاقتصاد الوطني، ومن ذلك إقامتها للمشروعات الخيرية والمجتمعية المتنوعة، كما أن للإفصاح عن المسؤولية المجتمعية أثراً إيجابياً على المؤسسات والمصارف المالية وسمعتها بين منظمات الأعمال في المجتمع.
فيما وصف د. علي آل إبراهيم، نائب رئيس الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية المستشار العلمي للمؤتمر، الفعاليات الرئيسة والمصاحبة للمؤتمر بأنها سعت إلى إلقاء الضوء على القضايا المتعلقة بفقه المعاملات المالية المصرفية ودوره في تعزيز ممارسات الشراكة والمسؤولية المجتمعية، والمرجعية المعيارية المهنية العالمية لقياس أداء المؤسسات المالية في مجال الشراكة والمسؤولية المجتمعية، وذلك من خلال البحوث والدراسات المتعلقة بالمؤسسات المالية والمصارف الإسلامية لتحديد الاحتياجات المجتمعية بأدوات علمية.
وقال الباحث المصرفي د. محمد بن أحمد المريسي، رئيس المؤتمر: إن المؤتمر سعى إلى تعريف المؤسسات والأفراد بمجالات الشراكة والمسؤولية المجتمعية للمؤسسات المالية والمصارف الإسلامية والطريق لاستثمارها لتنمية المجتمعات العربية والإسلامية، وتسليط الضوء على دور المؤسسات المالية والمصارف الإسلامية في مجالات الخدمة المجتمعية، إضافة إلى استعراض أفضل التجارب والممارسات العالمية في مجالات الشراكة والمسؤولية المجتمعية للمؤسسات المالية.