اللغة العربية في بنين لغة مقدسة، لها منزلة عالية لدى المسلمين، وهي تعد من إحدى اللغات المعتبرة على مستوى التعليم الجامعي الحكومي، وتُدرّس في الجامعة الحكومية -كبقية اللغات الأجنبية- في قسم الآداب والإنجليزية، وكذلك في المدارس الفرنسية العربية، فضلاً عن المراكز والمعاهد الإسلامية الدينية التي أنشئت على أساس نشر الرسالة الإسلامية واللغة العربية.
لكن نظام تعليم اللغة العربية في بنين أمر مؤسف جداً؛ حيث لم يتم تعليمها على منهج سليم، بل بطريقة عشوائية، والبحوث العلمية التربوية التي يمكن أن تعالج قضايا تتعلق بعملية تعليم العربية ومشكلاتها شبه مفقودة.
ومن ضمن المشكلات والتحديات التعليمية الأساسية التي تواجه المدارس الإسلامية، نوجز ذكرها في النقاط التالية:
أولاً: مشكلة التمويل للتعليم:
إن من أكبر العقبات التعليمية التي تعرقل تطور عملية التعليم والتعلم والإدارات المدرسية في بنين تكمن في مسألة التمويل؛ لأن المدارس العربية الإسلامية في بنين كلها أهلية، وأساس مواردها من جهود ذاتية وفردية، ومشكلة الميزانية اللازمة للتعليم في بنين تعتبر من العوامل الرئيسة المؤثرة في تأخر الشؤون التعليمية التربوية.
ثانياً: مشكلة المدرس كثير الشغل:
من المشكلات التي تواجهها العملية التعليمية في بنين وجود عدد كبير من المدرسين كثيري الشغل خارج برنامج المدرسة؛ الأمر الذي يجعلهم لا يلتزمون بمواعيد الحصص، أو يأتون إلى المدرسة وهم مشغولون بحيث يقدمون المحاضرات بشكل غير جيد.
ثالثاً: مشكلة المعلم المؤهل:
ومما لا شك أن نجاح عملية التعليم والتعلم يكمن -بالدرجة الأولى- في وجود مدرس ناجح مؤهل، ومعد إعداداً لغوياً وثقافياً وتربوياً ومهنياً، بحيث يصلح للقيام بالعملية التدريسية على وجه مطلوب.
وعلى الرغم من انتشار المدارس العربية في الآونة الأخيرة ببنين، خاصة في المناطق التي انتشر الإسلام فيها، فإن معظم مدرسي تلك المدارس يواجهون صعوبة قصوى في تدريس فنون اللغة العربية والعلوم الإسلامية؛ والسبب ذلك يرجع إلى عدم تلقيهم الدورات العلمية التدريبية في مجال التدريس قبل انخراطهم في عملية التعليم وأثناءها.
رابعاً: مشكلة الكتاب المدرسي:
ومما يحسن الإشارة إليه، أنه يلزم أن يختلف الكتاب المدرسي لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها عن الكتاب المدرسي لتعليم اللغة العربية لأبنائها، من ناحية الهدف، وأن ينبني هذا الكتاب على أساس التحليل التقابلي بين اللغة العربية ولغة التلاميذ (اللغة الأجنبية، واللغة الأم)، بحيث يحدد ما تتفق فيه اللغتان وما تختلفان فيه؛ للاستفادة من ذلك في معرفة الصعوبات التي يواجهها الدارس في تعليم التراكيب ونظامها الصوتي.
وإذا لاحظنا الكتب المدرسية الموجودة حالياً بمدارس اللغة العربية في بنين، فمن النادر أن نجد الكتاب المدرسي الذي يحمل تلك المواصفات المذكورة، فهذا يدل على أن تلك المدارس بحاجة إلى إعادة تصميم الكتب الدراسية التي تغطي حاجات الطلاب علمية وثقافية.
خامساً: مشكلة الوسائل التعليمية الحديثة:
لا يخفى على كل عامل في حقل التعليم والتربية أهمية الوسائل التعليمية الحديثة، في توصيل المعلومات إلى الطلاب بصورة واضحة وبأقل جهد مبذول.
وهذه رؤية مستقبلية لتطوير عملية التعليم الإسلامي في بنين:
– الإخلاص في العمل والشعور بالأمانة.
– وضع التخطيط المدرسي الواضح، بحيث تسير المدرسة على ضوئها.
– تولية المسؤولية على أساس الاختصاص والخبرة والرغبة.
– إعادة النظر الشامل حول المناهج الدراسية في بنين، لتكون المناهج التربوية محققة لأهدافها التعليمية التربوية والصالحة للمجتمع المحلي.
– توحيد المناهج الدراسية ككل، أو ابتداءً من كل محافظة أو منطقة.
– توفير فرص تدريبية للمدرسين في طرق التدريس.
– إنشاء المعاهد التربوية لإعداد المعلمين.