أكدت حركة “النهضة” التونسية، اليوم الإثنين، حرصها على تعزيز علاقات التعاون مع المملكة العربية السعودية.
جاء ذلك في بيان صدر، اليوم، عن “النهضة” ردا على حزب “نداء تونس” الذي اتهم في بيان صدر، أمس الأحد، الحركة بـ”التدخل في علاقات تونس الخارجية بالإرباك والإضرار، وذلك على خلفية ما ورد في خطاب رئيسها راشد الغنوشي، من ترحم على روح شهيد الإعلام جمال خاسقجي”.
وأول أمس السبت، شبّه الغنوشي، خلال افتتاح الندوة السنوية الثانية للحركة، تداعيات حادثة مقتل خاشقجي بسياق حادثة إحراق الشاب التونسي محمد البوعزيزي نفسه بمحافظة سيدي بوزيد (وسط)، في ديسمبر/ كانون الأول 2010، والتي اعُتبرت شرارة اندلاع الثورة ضد نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي.
وقالت “النهضة”، في بيان اطلعت عليه الأناضول، إنّ الحركة تؤكّد حرصها على “تعزيز علاقات الأخوة والتعاون مع المملكة العربية السعودية وعلى أمنها وسلامتها”.
وأوضح البيان أنّ “الغنوشي لم يذكر اسما ولم يشر لأي دولة، والأمر يتوقف عند العبرة من الحادثة الفظيعة”، في إشارة لمقتل خاشقجي.
وتابع أن “وجه الشبه كان في ما أحدثه إضرام شهيد تونس محمد البوعزيزي للنار في جسده أمام مقر حكومي من موجة تعاطف دولي معه”.
وأكدت الحركة التزامها بـ”السياسة الرسمية للدولة بقيادة رئيس الجمهورية ( الباجي قائد السبسي)، من ذلك حرصها على تعزيز علاقات الأخوة والتعاون مع الشقيقة السعودية، وتقديرها الكبير لما حظيت به تونس من دعم متواصل من طرفها، وكذلك حرص النهضة على أمن وسلامة المملكة ورفض محاولة المس بأمنها”.
وقبل أسبوع، قال وزير الخارجية التونسية، خميس الجهيناوي، خلال مؤتمر صحفي مشترك، مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان بالعاصمة تونس، متحدثا عن خاشقجي، إن “تونس لا يمكن أن تقبل أبدا بأن يعامل صحفيا بهذه الطريقة”.
ودعا الوزير إلى “ضرورة الأخذ بعين الاعتبار مكانة السعودية، حتى لا يتم استغلال هذا الأمر في استهداف المملكة وأمنها”.
وبعد صمت دام 18 يومًا، أقرت الرياض بمقتل خاشقجي داخل قنصليتها، إثر ما قالت إنه “شجار”، وأعلنت توقيف 18 سعوديًا للتحقيق معهم، بينما لم تكشف عن مكان الجثة.
وقوبلت هذه الرواية بتشكيك واسع، وتناقضت مع روايات سعودية غير رسمية، تحدثت إحداهما عن أن “فريقا من 15 سعوديًا، تم إرسالهم للقاء خاشقجي وتخديره وخطفه، قبل أن يقتلوه بالخنق في شجار عندما قاوم”.
وأعلنت النيابة العامة السعودية، الخميس الماضي، أنها تلقت “معلومات” من الجانب التركي تفيد بأن المشتبه بهم قتلوا خاشقجي “بنية مسبقة”.
وكشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء الماضي، أن أنقرت تمتلك “أدلة قوية” على أن جريمة خاشقجي هي “عملية مدبر لها وليست صدفة”.
وتتواصل المطالبات التركية والدولية للسعودية بالكشف عن مكان جثة خاشقجي والجهة التي أمرت بتنفيذ الجريمة.