“المسلمون قادمون”.. عبارة اختار كاتب أميركي أن تتصدر مقالته في صحيفة نيويورك تايمز قبل أيام قليلة من انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، أعلى هيئة تشريعية في الولايات المتحدة.
يقول الكاتب وجاهة علي إن حقيقة أن قرابة مئة سياسي مسلم قدموا أوراق ترشيحهم لخوض الانتخابات هذا العام مقابل نحو عشرة فقط في العام 2016، من شأنها بث الرعب في نفوس بعض الأميركيين الذين يؤيدون فرض حظر السفر وتقييد دخول المهاجرين إلى بلادهم وبناء جدار فاصل على الحدود مع المكسيك.
ويضيف أن من شأن الاعتقاد “السخيف” الذي لا يزال يراود أولئك الأميركيين بأن 1.8 مليار مسلم في أرجاء العالم يكرهون أميركا رغم أنها موطن لزهاء 3.5 ملايين منهم، أن يلهب مشاعر الخوف من الإسلام.
مغزى ارتفاع عدد المرشحين
واستشهد الكاتب بمقابلات أجرتها وكالة أسوشيتد برس للأنباء مع مرشحين مسلمين في يوليو/تموز الماضي، استفسرت منهم عن مغزى ذلك العدد.
وكشف تقرير الوكالة أن التعصب الأعمى والكراهية على وجه التحديد التي يضمرها البعض تجاه الإسلام -وهو ما تجلى في تصريحات الرئيس دونالد ترمب وتغريداته- هما ما حدا بكثير من المسلمين إلى دخول المعترك السياسي، وهم الآن على أهبة الاستعداد لطرح سياساتهم التي تعكس جوانب من عقيدتهم وتعود بالنفع على ناخبيهم أيضا.
واستعرض المقال أسماء بعض المترشحين المسلمين، من بينهم: رشيدة طليب، وهي أول أميركية مسلمة من أصول فلسطينية تفوز بالتزكية في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي التي جرت في أغسطس بمدينة ديترويت.
وهناك أيضا إلهان عمر، وهي سياسية أميركية من أصل صومالي، يتوقع لها أن تفوز بمقعد عن ولاية مينيسوتا في الانتخابات النصفية في نوفمبر، لتحل محل كيث إليسون في مجلس النواب، إحدى غرفتي الكونجرس.
اهتمام بالبرامج
ولفت الكاتب في مقاله إلى أن غالبية المترشحين المسلمين لا يخوضون الانتخابات بدوافع دينية، بل للدفع ببرامج تقدمية باعتبارهم أعضاء في الحزب الديمقراطي.
وتعتقد إلهان عمر -التي تترشح عن دائرة انتخابية نيابة عن مسيحيين وبيض- أن ناخبيها لا يلقون بالا لديانتها أو هويتها أكثر من اهتمامهم بقدرتها على الدفاع عن قضاياهم في واشنطن.
أما هناء علي التي تسعى للفوز بمقعد في الهيئة التشريعية لولاية تينيسي، فقد قالت لي إنها تريد من خوضها الانتخابات عن الحزب الديمقراطي -سواء فازت أو خسرت- إلهام أطفالها والجيل الجديد بأن “الأبواب مشرعة أمام المرأة المسلمة وأجيال المستقبل والمجتمعات التي تترقب المشهد من بعيد”.
ويختم وجاهة علي حديثه بالقول إن المسلمين يخوضون الانتخابات، وإن قلة منهم ستشق طريقها إلى واشنطن حيث ستنفذ شيئا طالما عجز العديد من أعضاء الكونغرس عن فعله، ألا وهو: “الخدمة لله عبر خدمة البشر”.