بدأت الثورة الجزائرية بقيام مجموعات صغيرة من الثوار المالكين لأسلحة قديمة، وبعض الألغام، وبنادق صيد بشنّ عمليات عسكرية تستهدف مواقع الجيش الفرنسي ومراكزه في جميع أنحاء البلاد وفي ذات الوقت، حيث إنّه مع انطلاق الرصاصة الأولى للثورة، تم توزيع بيان على الشعب الجزائري يحمل توقيع الأمانة الوطنية لجبهة التحرير الوطني، وقد دعا البيان كافة المواطنين الجزائريين من كافةّ الطبقات الاجتماعية والحركات الجزائرية والأحزاب إلى الانضمام إلى الكفاح التحريري، علماً أنه تمّ تشكيل الأمانة الوطنية لجبهة التحرير الوطني من تسعة أعضاء.
شملت هجمات المجاهدين مناطق عديدة من الوطن استهدفت قرى ومدن المناطق الخمس، وهي باتنة، وخنشلة، وأريس، وبسكرة في المنطقة الأولى، وسمندو وقسنطينة في المنطقة الثانية، وبرج منايل، والعزازقة، وذراع الميزان، وتيغزيرت في المنطقة الثالثة، والجزائر، والبليدة، وبوفاريك في المنطقة الرابعة، في حين كانت زهانة، وسيدي علي، ووهران في المنطقة الخامسة.
استمرت مقاومة الشعب الجزائري أمام محاولة الحملات العسكرية الاستعمارية، المستمرة لإفشالها، حيث تعاطفت الكثير من البلدان مع الجزائر، الأمر الذي مهد إلى إجراء مفاوضات بين فرنسا والجزائر، حتى صادق الطرف الفرنسي على مبدأ تقرير المصير الذي طالب به الجزائريون، مما أدى إلى وقف القتال، وبذلك تمكن الجزائريون من نيل حقهم في تقرير مصيرهم السياسي، وتأسيس دولتهم المستقلة، وبذلك تحققت أهداف الثورة بتتويج كفاح الشعب، وتحقيق آماله بالحصول على دولة مستقلة وذات سيادة كاملة على كل التراب الجزائري، ولابد من الإشارة إلى أن هذا النصر كان بفضل صمود جيش التحرير الوطني إلى جانب تضحيات الشعب الجزائري.
ومن أهداف الثورة الجزائرية
إقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية ذات السيادة ضمن إطار المبادئ الإسلامية، واحترام جميع الحريات الأساسية دون تمييز عرقي أو ديني وتدويل القضية الجزائرية.
وكانت هناك شروط التفاوض مع السلطات الفرنسية:
الاعتراف بالجنسية الجزائرية بطريقة علنية ورسمية مُلغية بذلك كل الأقاويل والقرارات والقوانين التي تجعل من الجزائر أرضاً فرنسية، رغم التاريخ والجغرافيا واللغة والدين والعادات للشعب الجزائري، وفتح مفاوضات مع الممثلين المفوّضين من طرف الشعب الجزائري على أساس الاعتراف بالسيادة الجزائرية وحدة لا تتجزأ وخلق جو من الثقة وذلك بإطلاق سراح جميع المعتقلين ورفع كل الإجراءات الخاصة وإيقاف كل مطاردة ضد القوات المكافحة.