الرياضة ليست فقط ممارسة بشرية مشحونة بالعواطف والمشاعر والنشوة وكذلك خيبات الأمل الكبيرة، سواء بالنسبة إلى المعجبين أو الرياضيين، ولكنها صناعة وتجارة عملاقة مشحونة بالأرباح ومليئة بالأرقام.
فالتقديرات المتعلقة بحجم صناعة الرياضة تتجاوز 500 مليار دولار في أقل التقديرات التي يرفعها البعض إلى 1.3 تريليون دولار! وهذه ليست أعلى التقديرات فهناك أعلى بكثير.
صناعة الرياضة ترتبط بالعديد من الأنشطة المختلفة، بدءاً من بيع وجبات «الهوت دوج» الساخنة في الأحداث الرياضية، وصولاً إلى العديد من رسوم الانتقال بين الهيئات والنوادي التي تدفعها الأندية الكبرى لضم لاعبين أو تتقاضاها للتنازل عن آخرين.
كرة القدم وأمريكا تهيمنان على قائمة المائة:
تضم قائمة «فوربس» نخبة الرياضيين من 11 رياضة مختلفة، ويحتل نجوم الدوري الأمريكي للمحترفين الصدارة بعدد من لاعبي كرة السلة يبلغ عددهم 40 لاعباً من بين أفضل 100 لاعب بصدارة «ليبرون جيمس» (رقم (6) بـ85.5 مليون دولار)، وكرة القدم هي الرياضة التالية الأكثر تمثيلاً بـ18 لاعباً، تليها كرة البيسبول بـ14 رياضياً، وكرة القدم الأمريكية بــ9 لاعبين.
وهناك 22 بلداً مختلفاً ممثلة في قائمة أغنى الرياضيين في العالم، ولكن يهيمن الأمريكيون على أغلب المراكز بــ66 رياضياً، بفضل المرتبات العالية من البطولات الرياضية الكبرى.
وتضم المملكة المتحدة 5 رياضيين، بقيادة «لويس هاميلتون» في الفورمولا 1 (رقم (12) بمجموع 51 مليون دولار)، ومن جمهورية الدومينيكان وإسبانيا 3 رياضيين، في حين لكل من الأرجنتين والبرازيل وفرنسا واليابان وفنزويلا لاعبين.
وتشمل أرقام الأرباح التي استند إليها تصنيف «فوربس» جميع الرواتب والمكافآت وأموال الجوائز التي تم كسبها في الفترة ما بين 1 يونيو 2017 و1 يونيو 2018م، وتُعد الإيرادات بمثابة تقدير لصفقات الرعاية ورسوم الظهور وإيرادات الترخيص لمدة 12 شهراً حتى 1 يونيو الماضي استناداً إلى المحادثات مع العشرات من المطلعين على هذه الصناعة.
الرياضيون العشرة الأكثر كسباً من الرياضة لعام 2017/ 2018م
5 مليارات دولار تكلفة الانتقالات في 5 دوريات:
في مجال الانتقالات فقط، أنفقت أندية كرة القدم في العالم رقماً قياسياً جديداً للتعاقد مع لاعبين جدد في فترة الانتقالات الصيفية الماضية، حيث بلغت مبلغاً قُدر بــ5.44 مليار دولار، أغلبيته العظمى أنفقته أندية الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى التي دفعت 4.21 مليار دولار.
وكشف تقرير نظام مطابقة انتقالات اللاعبين (تي إم إس)، قام الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بنشره؛ أن أندية إنجلترا، وإسبانيا، وألمانيا، وإيطاليا، وفرنسا، أنفقت 77.5% من إجمالي نفقات الأندية في العالم (أكثر من 7500 نادي كرة قدم محترف في جميع أنحاء العالم) لإبرام صفقات جديدة في الفترة من أول يونيو حتى أول سبتمبر الماضيين.
وقد زاد حجم نفقات أندية الدوريات الأوروبية الكبرى بمقدار 6.6% عن حجم نفقاتها في الموسم الماضي التي بلغت 3.95 مليار دولار.
وتصدرت بطولة الدوري الإنجليزي قائمة البطولات الأكثر إنفاقاً مرة أخرى برصيد 1.44 مليار دولار، رغم أنها أقل من حجم نفقاتها في الموسم الماضي، التي بلغت 1.465 مليار دولار.
وجاء الدوري الإيطالي في المركز الثاني برصيد 1.004 مليار دولار، بزيادة كبيرة تقدر بــ74.7% عن حجم نفقاته في الموسم الماضي، وهي البطولة الثانية التي تتخطى حاجز المليار.
وارتفعت نفقات أندية الدوري الإسباني على جلب لاعبين جدد بنسبة 42.2%، حيث أنفقت 961 مليون دولار مقتربة من المليار.
أما أندية الدوري الفرنسي، فأنفقت 419 مليون دولار، بنسبة تراجع كبيرة وصلت 37.4% عن الموسم الماضي، فيما أنفقت أندية الدوري الألماني 391 مليون دولار، بانخفاض بلغ 31.1% عن الموسم الماضي.
ولعل هذا الإنفاق الباذخ على كرة القدم هو الذي جعل كبار مليارديرات العالم يتهافتون على امتلاك الأندية الرياضية الكبرى في العالم.
المليارديرات العشرة الذين يملكون نوادي لكرة القدم في إنجلترا:
1- الشيخ منصور مالك مانشستر سيتي (20 مليار جنيه إسترليني):
يمتلك الشيخ منصور حصصاً كبرى في Virgin Galactic، Daimler، Sky News Arabia، كما أنه أصبح نائباً لرئيس وزراء دولة الإمارات العربية المتحدة.
ومثل «رومان أبراموفيتش» في تشيلسي، أحدث الشيخ منصور ثورة في مانشستر سيتي، حيث فاز النادي بلقبين في الدوري الممتاز، وكأس الاتحاد الإنجليزي، وكأسين من كؤوس رابطة الأندية، منذ أن أتم السيطرة الكاملة على النادي عام 2008م.
2- «رومان أبراموفيتش» مالك تشيلسي (8 مليارات جنيه إسترليني):
حقق «أبراموفيتش» 10 مليارات جنيه إسترليني من النفط والغاز والمعادن، عندما باع 73% من أسهم «سيبنفت» إلى «غازبروم» في عام 2005م.
ومنذ أن أصبح «أبراموفيتش» مالكاً لنادي تشيلسي، تمتّع نادي غرب لندن بعصر غير مسبوق من النجاح بفضل 5 ألقاب في الدوري الممتاز، و4 كؤوس لكرة القدم، و3 كؤوس دوري، وكأس دوري أبطال أوروبا، ولقب واحد في دوري أبطال أوروبا.
وقد أنفق في السنوات العشر الأولى له أكثر من ملياري جنيه إسترليني على النادي، لكن اللاعب البالغ من العمر 50 عاماً لم يستقر على أمجاده، حيث كان يبدو أنه سينطلق في صيف آخر من الإنفاق.
3- «ستان كروينك» مالك أرسنال (5.8 مليار جنيه إسترليني):
ملكيته لأرسنال قسمت المشجعين، خصوصاً عندما قال: «أنا لم أشترِ أرسنال للفوز بالألقاب»، لكن مبيعات التذاكر زادت على الرغم من الانخفاض الملحوظ في جودة الفريق ككل، وظل أرسنال من نوادي الدوري الممتاز.
4- عائلة «كوتس» أصحاب مدينة ستوك سيتي (5 مليارات جنيه إسترليني):
ترك «بيتر كوتس» المدرسة في سن الرابعة عشرة عام 1952م، بعد الخدمة الوطنية، أصبح مديراً إقليمياً في سلسلة مطاعم قبل تأسيس شركة تموين تخدم ملاعب كرة القدم، ستوك ناد متميز في الدوري الممتاز.
5- «جوانج شانج» مالك وولفرهامبتون واندررز (4.7 مليار دولار):
«جوانج شانج»، مؤسس ورئيس «فوسن الدولية»، وهي شركة دولية للاستثمار تقوم بإدارة الأصول والعقارات والترفيه.
وقد اشترت «فوسن» وولفرهامبتون واندررز مقابل 45 مليون جنيه إسترليني عام 2016م، ويأمل الملاك الجدد أن يتحسن الفريق الذي حاز المركز الخامس عشر في جدول بطولة 2016-2017م.
6- «هوتسبر جو لويس» مالك توتنهام (4.6 مليار جنيه إسترليني):
جمع رجل الأعمال المولود في لندن، «جو لويس»، ثروته من قطاع الضيافة في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات، وفي عام 1992م صنع «لويس» ثروة عندما تعاون مع «جورج سوروس» للمراهنة على الجنيه الذي خرج من آلية سعر الصرف الأوروبية.
وفي الآونة الأخيرة، كان المستثمر البالغ من العمر 80 عاماً هو المستثمر الرئيس في مجموعة «تافيستوك»، وهي مجموعة متنوعة تضم شركات تعمل في علوم الحياة والتصنيع والملكية والرياضة.
7- «فيشاي سريفادا درابرا» مالك ليستر سيتي (3.64 مليار جنيه إسترليني):
قام الملياردير التايلاندي «فيشاي سريفادا درابرا» بثروته بتشغيل شبكة من الأسواق الحرة، من خلال شركة King Power Duty Free.
في عام 2010م، اشترى ليستر الذي حقق أعظم نجاح في تاريخ النادي؛ حيث فاز بالدوري الممتاز عام 2015-2016م، ابنه «إياوات» هو نائب رئيس النادي.
8- عائلة «جليزر» مالكة مانشستر يونايتد (3.3 مليار جنيه إسترليني):
بعد ملكية «جليزر» حاز مانشستر يونايتد على 5 ألقاب في الدوري الممتاز، و3 ألقاب كأس رابطة المحترفين، وكأس الاتحاد الإنجليزي، ولقب واحد في دوري أبطال أوروبا، وكأس الدوري الأوروبي.
9- «كاثرينا ليبهير» مالكة ساوثامبتون (3 مليارات جنيه إسترليني):
هي عضو في شركة عائلية تهيمن على تصنيع آلات البناء، لديها واحدة من أفضل أنظمة تطوير اللاعبين الشباب بالرياضة الإنجليزية، في الآونة الأخيرة، ناقشت «ليبهير» شراكة ساوثامبتون مع المستثمرين الصينيين.
10- «جوشوان لاي» مالك ويست برومويتش ألبيون (2.8 مليار جنيه إسترليني):
كون «جوشوان لاي» ثروته من تطوير المناظر الطبيعية وصناعة البناء، وقاد استحواذه على وست بروميتش ألبيون شركة لإدارة الأصول في عام 2014م، وفي الموسم الماضي فاز بأفضل لاعب، واحتل ويست بروم المركز العاشر في الدوري الإنجليزي الممتاز.
المصادر:
1- توك سبورت، فوربس، صنداي تايمز، برمنجهام ميل.
2- Plunkett Research (2016)
3- World Association for Sports Management Series — Global Sport (2017)
4- A.T. Kearney — The Sports Market (2011)
5- World Sports Encyclopedia (2003)