ارتفع معدل هطول الأمطار عن الطاقة الاستيعابية في الكويت عدة مرات، مما أدى لفيضان الماء على الطرق، وحصول كوارث عديدة، أقلها تسرب الماء في البيوت والعمارات، وتتزايد إلى غرق ناس وسيارات وحوادث وغير ذلك، ونسأل الله السلامة.
وتتكرر فيضانات الأمطار عالمياً رغم التقدم العلمي، وعجزت عن مواجهته دول كبرى علمياً ومالياً وبشرياً.
ويمكن إيعاز مشكلة فائض الأمطار الأخيرة على الكويت لأسباب عدة، منها أسباب قدرية ليس لنا فيها سوى الدعاء، وأسباب بيئية وطقسية، وأسباب إدارية وبشرية، ولكل منها تفاصيل:
أولاً: أسباب بيئية وطقسية:
1- يرد إلى الكويت سنوياً مئات الأطنان من الغبار، الذي يستقر في الأسطح والمجارير، ومع أول دفقة مطر يتكون الطين الذي يغلق مجرى الصرف الصحي، فتفيض الشوارع، وتخر المباني.
2 – ما نزل من أمطار خلال فترة وجيزة في بعض الأماكن 3 – 5 أضعاف الكمية المتعارف عليها دولياً في هذه المنطقة، وهذه المياه لا يمكن أن تستوعبها المجارير.
3- تكسر الأشجار في بعض الأماكن نجم عن الرياح، وليس الأمطار.
4- التغيرات المناخية التي ليس لنا عليها سلطان.
لذا؛ فمن الطبيعي أن يلزم الناس منازلهم، وتنزل جميع المؤسسات المختصة لدعم خدمات البلدية والأشغال والطرق والكهرباء، مثل الإطفاء والداخلية والجيش والحرس الوطني والدفاع المدني والطوارئ الطبية، إضافة إلى الدعم الإعلامي على مدار الساعة، وهذا ما لاحظناه في جميع دول العالم عند الكوارث، لأن الحالة أكبر من أن يستوعبها الناس.
وأذكر قبل 10 سنوات تقريباً نزل ثلج كثيف على روما، التي لم يعتد نزول الثلج فيها، فتعطلت حركة الطيران والمواصلات، واضطر الجيش للنزول وتنظيف الثلوج في المدرج والشوارع الرئيسة بالمجارف اليدوية والآلية لمدة 3 أيام، لحين وصول معدات متخصصة من شمال إيطاليا التي ينزل فيها الثلج، وكان هذا الوضع مفاجئاً لهم من حيث النوع والكم.
وكلنا رأينا فيضانات الأعاصير في أمريكا عدة مرات، وغرقت فيها المدن، وتشرد الناس، وأسكنوهم في المدارس والملاعب، ونزل الجيش للإسناد.
ثانياً: أسباب إدارية وبشرية:
1- عدم تنفيذ برامج الصيانة الدورية بشكل سليم على مجاري الصرف الصحي، ومجاري الأمطار، في المناطق والطرق السريعة، مما ساهم بسرعة انغلاقها مع أول دفقة مطر.
2- عدم التزام مقاول البنية التحتية في الطرق السريعة والمدن الجديدة بتنفيذ المطلوب بشكل صحيح.
3- ضعف الرقابة على تنفيذ خدمات الصيانة، بمتابعة موظفين من على مكاتبهم، والاعتماد على الشركات والمكاتب الهندسية في كل شيء (ماذا لو كان المقاول هو مالك المكتب الهندسي باسم آخر؟!).
4- ضعف الرقابة على عمال النظافة في المناطق والطرق (أصحاب الملابس الصفراء)، الذين يحرصون يومياً على التواجد في الصباح الباكر على طرق رئيسة في المناطق والشوارع للحصول على إكراميات أهل الخير، وتقصيرهم في تنظيف بقايا سيارات النظافة الليلية، التي قد تقع في المجارير وتغلقها.
5- تقصير شركات النظافة بإزالة الأتربة من الشوارع أولاً بأول.
6- إلقاء بعض الناس الفضلات الخفيفة في الشوارع، ليكون مصيرها المجارير.
7- إهمال تنظيف أسطح المنازل والمساجد والأسواق والعمارات بأنواعها، وعدم تنظيف فتحات المجارير فيها من الغبار وأعشاش الطيور.
وللحديث بقية.
يُنشر بالتزامن مع صحيفة “الأنباء” الكويتية.