كشفت مصادر إعلامية عبرية النقاب، اليوم الأربعاء، عن أن وزير الحرب “الإسرائيلي” أفيجدور ليبرمان سيعقد ظهر اليوم اجتماعا خاصا لحزبه (يسرائيل بيتينو) يعقبه بيان مهم سيدلي به ليبرمان لوسائل الإعلام.
وذكرت الإذاعة العبرية أن هناك تخوفات من جانب المسؤولين في حزب الليكود الذي يقود الائتلاف اليمين الحاكم في دولة الاحتلال، من أن يعلن ليبرمان استقالته من الحكومة، في ظل الخلافات داخل مجلس الوزراء السياسي – الأمني “كابينيت”، على خلفية القرار الذي تمخضت عنه جلسة حكومة الاحتلال أمس بقبول التهدئة مع الفصائل الفلسطينية.
وكان ليبرمان ووزير التعليم نفتالي بينيت نشرا بياناً أعلنا فيه عدم تأييدهما لوقف إطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية في غزة.
وحسب الإذاعة فقد أيد جميع الوزراء في النهاية موقف المسؤولين الأمنيين بأنه ينبغي اتخاذ إجراءات لتهدئة الوضع في قطاع غزة..
ومن الجدير بالذكر أن هناك خلافات حادة داخل الائتلاف الحكومي بين حزب “يسرائيل بيتينو” بزعامة ليبرمان وبين وزير التعليم ورئيس حزب “البيت اليهودي” بزعامة نفتالي بينيت حول طريقة التعامل مع “مسيرات العودة”.
فبينما كان بينيت يأخذ على ليبرمان بأنه لا يتعامل مع هذه المسيرات بالحزم الكافي، كان ليبرمان يصر على أن بينيت يقول عكس ما يقوله خلال اجتماعات “الكابينيت”؛ فهو خلال الاجتماع يعلن أنه ضد الحرب على غزة، بينما خارج الاجتماع يعلن أنه يؤيد ضربة عسكرية لغزة.
وأشارت الإذاعة إلى انقسام حكومة الاحتلال حول إمدادات الوقود والغاز إلى قطاع غزة، حيث تقرر عدم السماح لليبرمان باتخاذ القرارات دون موافقة مجلس الوزراء وذلك أن فوجئ أعضاء مجلس الوزراء الشهر الماضي بقرار ليبرمان وقف إمدادات الوقود إلى قطاع غزة، وذلك خلافا لموقف المؤسسة الأمنية، بينما سمع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والوزراء عن القرار لأول مرة من خلال وسائل الإعلام.
يذكر أن جلسة حكومة الاحتلال أمس لم تصوّت على قرار التهدئة، وإنما تم اتخاذ القرار من قبل رئيس الحكومة ودعم غالبية الوزراء للموقف الذي اتفق عليه كافة رؤساء الأذرع الأمنية الذين حضروا الجلسة وقدموا تقاريرهم فكانت جميع هذه التقارير تدعو إلى الموافقة على العرض المصري بقبول التهدئة، باعتبار أنهم سيمنحون حماس فرصة أخرى، للتخفيف من وطأة القرار.
وكان كافة المسؤولين في الأجهزة الاستخباراتية الذين حضروا جلسة الحكومة أمس التي استغرقت سبع ساعات متتالية، قد أدلوا بتقديراتهم بأن القبول بما يعرضه الوسيط المصري هو أفضل الإمكانيات المتوفرة، وعليه تم إقرار هذا الموقف بدون تصويت، وقال رئيس الحكومة نتنياهو بعد ذلك أنه تم اتخاذ القرار بالإجماع بدون تصويت.
وتقول وسائل إعلام عبرية إن ليبرمان اعتبر هذه الطريقة لاتخاذ القرار مناورة محكمة قام بها نتنياهو للالتفاف على معارضة بعض الوزراء، وهو ما أغضب ليبرمان الذي تبين لاحقا أنه في موقف الأقلية في معارضة التهدئة بشكلها الحالي، فيما لم يبد حزب “البيت اليهودي” أي انتقاد أو معارضة للتهدئة وهو الذي كان يصر على التعامل بيد حديدية مع أحداث “مسيرات العودة”.
وقالت الإذاعة: إن السؤال المطروح الآن: هل سيعلن ليبرمان ظهر اليوم انسحاب حزبه من الائتلاف الحكومي أم أنه سيقدم استقالته من منصبه وزيرا للأمن فقط؟
خيبة أمل كبيرة
من جانبه طالب الموقع الإخباري العبري (0404) المقرب من اليمين الصهيوني المتطرف، ليبرمان بإخراج نفسه من فم الشعب اليهودي الغاضب على سياساته.
وقال الموقع: “إن الأمة بأسرها تشعر بخيبة أمل كبيرة بسبب السلوك الفاشل للحملة ضد حماس”.
وأشار الموقع إلى أن ليبرمان كان قد تعهد قبل توليه منصبه، باغتيال هنية (إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس) خلال 48 ساعة.
ودعا الموقع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، بأن يعلن بشكل استباقي استبدال ليبرمان، وتعيين بينيت في منصب وزير الجيش.
يشار إلى أن استقالة ليبرمان لن تؤدي بالضرورة إلى سقوط حكومة الاحتلال؛ حيث يحتل حزب ليبرمان خمسة مقاعد في الـ “كنسيت” (البرلمان) من أصل 66 عضوا، يشكلون الائتلاف الحاكم.
وفي حال استقال يبقى أغلبية مطلقة مؤيد للحكومة النصف +1 وهو 61 عضو كنيست من أصل 120 عضوا يشكلون الهيئة العامة للكنيست.
يذكر أن الأجهزة الأمنية والاستخبارية التابعة للاحتلال منيت بفشل ذريع، وفق محللين صهاينة، عقب عملية التسلل الفاشلة، التي قامت بها قوة خاصة تابعة للاحتلال، مساء الأحد الماضي، داخل قطاع غزة، وأسفرت عن استشهاد سبعة فلسطينيين، وضابط صهيوني وإصابة آخر.