تكلمنا في الجزء الأول عن أسباب بيئية وطقسية، وأسباب إدارية وبشرية تسببت في كارثة الأمطار في الكويت، واليوم نستكمل الأسباب الإدارية والبشرية..
8 – عدم وضع ضوابط للكهرباء لمواجهة الأمطار الغزيرة احتياطا، مثل: الارتفاع المناسب عن الأرض في السراديب، وفصل صندوق كهرباء السرداب وصندوق مضخة الجورة وصندوق السور عن كهرباء المنزل أو العمارة.. وغير ذلك.
9 – مخالفة البعض بربط مجرور مياه الأمطار بمجرور المجاري، ما يؤدي إلى الطفح، أو الارتداد العكسي داخل القسيمة.
10 – عدم وضع ضوابط للصرف الصحي والأمطار في السراديب والحوش الساقط ومواقف السيارات في السرداب.
11 – إهمال بعض كراجات الصيانة بإلقاء مخلفات الدهون والأصباغ والمواد الكيماوية والمعدات التالفة في المجارير، وضعف الرقابة عليهم (الكاميرات هي الحل).
12 – إلقاء خلاطات الاسمنت مخلفاتها في الطرق والشوارع، ما يتسبب في سريانها داخل المجارير، ثم تتصلب وتغلقها.
13 – إلقاء مخلفات البناء على الأرصفة والشوارع (رمل، اسمنت، صلبوخ، خشب، أصباغ، كيماويات، بقايا تكسير..)، خصوصا في الأحياء الضيقة، ومن ثم تسربها إلى المجارير لتغلقها.
14 – انتشار أشجار الدمس (الكونوكاربس) في الشوارع والمناطق، والتي تمتد جذورها عرضيا، وتتغلغل داخل المواسير وتتلفها.
15 – ضعف متابعة السلبيات بعد كل حادثة إغراق مطري، ما يسبب في تكرارها كل مرة، خصوصا إذا كان السبب ليس كثافة الأمطار، مثل طفوح المجارير في شارع النوري بالعديلية، حتى لو نزل المطر 5 ملم، وغرق شارع المنيس أمام مواقف نادي كاظمة.
16 – عدم تشكيل غرفة عمليات طوارئ مشتركة قبل حصول الكارثة الطقسية، خصوصا بعد تحذير هيئة الأرصاد الجوية المبكر.
17 – عدم تنفيذ حملة إعلامية مبكرة لتنبيه الناس وتحذيرهم مما هو قادم، وتوجيههم ماذا يعملون عند أي مشكلة أو كارثة، (معظم النصائح التفصيلية في الكهرباء كانت من مواطنين).
وبالتأكيد هناك أسباب وملاحظات عديدة ساهمت في مثل هذه الكارثة غير المسبوقة في تاريخ الكويت الحديث، وبكل الأحوال، وبكل هدوء وبدون مزايدات، ينبغي تحديد المسؤول عن ذلك ومحاسبته، وعدم تحميلها الفراش أو المقاول الذي غادر البلاد!
إن الاستقالة أو الإقالة ليست الحل الوحيد، إنما ضرورة التقييم ثم التقويم، واتخاذ القرار المناسب والعاجل لإصلاح ما يمكن إصلاحه، قبل أي كارثة أخرى.
نكرر الشكر والتقدير لجميع الذين شاركوا في عمليات الإنقاذ والإصلاح والمساعدة والدعم ميدانيا، في وزارات الأشغال والكهرباء والدفاع المدني والمرور و112، والجيش والحرس الوطني والطوارئ الطبية والمستشفيات والمستوصفات والإعلام والإطفاء والبلدية والطرق، الذين عملوا على مدار الساعة، بهمة وحيوية ونشاط، وسعة صدر.
وكل الشكر لسمو رئيس الوزراء الذي واكب الحدث منذ ساعات الصباح الأولى، وشارك في اجتماعات غرفة عمليات الطوارئ المشتركة، وللوزراء والوكلاء والقيادات الميدانية في كل مكان، ورئيس مجلس الأمة والنواب الكرام.
كما نفخر بمبادرات الجمعيات الخيرية لاستقبال من ليس لديهم مكان للإيواء، ومنح المحتاجين دعما ماليا وعينيا وغذائيا عاجلا، ومبادرة الجمعيات التعاونية بتسهيل تقديم الخدمات لأهالي المناطق، ومنها شفط المياه، وتصليح الكهرباء.
ونفخر بالشباب الذين بادروا بالتطوع لمساعدة الناس في أي مكان.
ينشر بالتزامن مع صحيفة “الأنباء” الكويتية.