– مزهر: غزة صامدة ومسيرات العودة مستمرة والاحتلال إلى زوال
– مطر: تركيبة حكومة الاحتلال تغيرت بفعل مقاومة غزة و150 عائلة من المستوطنين غادرت غلاف غزة
بعد التوصل لتفاهمات بوقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال بعد جولة التصعيد الأخيرة في قطاع غزة ومعارضة أقطاب في حكومة الاحتلال لذلك، بدا المشهد السياسي في دولة الاحتلال يشهد تحولات كبيرة، كان أكثرها صدمة لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو هو استقالة وزير الحرب أفيجدور ليبرمان، احتجاجاً على وقف إطلاق النار في غزة، مبرراً ذلك بأنه رضوخ للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، مما تسبب بأزمة في الائتلاف الحكومي الهش في دولة الاحتلال، وتصاعد الدعوات للتحضير لانتخابات مبكرة في مارس المقبل، على أبعد تقدير في ظل الانهيار الذي يواجه حكومة نتنياهو وتهديد الأحزاب اليمينية بالانسحاب من الحكومة التي باتت بدون أغلبية.
المقاومة حققت إنجازات كبيرة
وقال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر مزهر لـ”المجتمع”: إن فشل عملية غزة الأخيرة كانت بمثابة حالة اغتيال سياسي لوزير الحرب المتطرف ليبرمان، الذي دفع ثمن فشله غالياً، وإن مظاهرات المستوطنين ضد وقف إطلاق النار مثل نهاية لوزير الحرب ليبرمان ولحكومة نتنياهو، وكل ذلك تحقق بفعل نجاح غرفة العمليات الفلسطينية المشتركة التي حققت هذا الانتصار على الاحتلال.
وأكد مزهر أن ليبرمان استقال تحت ضغط المقاومة التي تسببت في حالة شلل سياسي في كيان الاحتلال، وقد فشل “الكابينت” بعد 7 ساعات من الاجتماع في التعامل مع قطاع غزة في أطول اجتماع له، وشهد حالة من الإرباك وتبادل للاتهامات.
وأضاف مزهر: نحن سعينا أن تستمر مسيرات العودة بأدوات مختلفة، وأن تستمر في سلميتها، ونحن سنفوت الفرصة على الاحتلال الذي يحاول وقف هذه المسيرات، التي تعد رسالة للاحتلال أن مسيرات العودة هي استمرار للمقاومة حتى كسر الحصار، وهي مستمرة منذ 8 أشهر وفشل الاحتلال في وقفها.
عوائل المستوطنين تنزح من غلاف غزة
من جانبه، قال عضو الهيئة القيادية لمسيرات العودة سفيان مطر لـ”المجتمع”: المقاومة أحدثت معادلة الرعب في دولة الاحتلال، واستقال ليبرمان، وهناك أزمة داخل دول الاحتلال وخروج مسيرات من المستوطنين احتجاجاً على سلوك حكومة الاحتلال في التعامل مع غزة، بما يمثل حالة الفشل على كافة الأصعدة وتفكك حكومة نتنياهو.
وأكد مطر أن 150 من عوائل المستوطنين نزحوا من منطقة غلاف غزة هرباً من المقاومة، فهناك مقاومة تدافع عن الشعب الفلسطيني ضد ممارسات وعدوان الاحتلال، هذه المقاومة شكلت إرباكاً عند هذا الاحتلال الذي يدفع الثمن السياسي جراء سياساته العدوانية ضد غزة.
الانتخابات المبكرة مارس القادم
في السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي محمد سالم لـ”المجتمع”: دخلت حكومة الاحتلال في أزمة ائتلافية حادة وباتت مهددة بالانهيار، بعد انسحاب وزير الحرب أفيجدور ليبرمان من الحكومة، إثر فشل جولة الحرب الأخيرة في قطاع غزة، وتهديد حزب البيت اليهودي بزعامة بينت وحزب كولانو بزعامة وزير المالية موشيه كحلون بالانسحاب من الحكومة، فهي باتت في حكم المنهارة، وكل المشهد السياسي تغير في دولة الاحتلال.
وأشار سالم إلى أن حكومة نتنياهو باتت لا تحظى بثقة أحزاب اليمين، ومطالبة بينت بحقيبة وزارة الجيش هي التي حددت ساعة النهاية لحكومة نتنياهو، لأن الأخير لا يريد منح هذه الحقيقة لحزب البيت اليهودي لأن الكل يتسابق على أصوات المستوطنين، وسيدفع حزب الليكود الثمن غالياً إذا ما منح المتطرف بينت حقيبة الجيش الذي سيكتسح أصوات المستوطنين واليمين.
وأوضح سالم أنه من السخرية القول: إن حكومة نتنياهو ستستمر، وهي انهارت بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وبات خيار الانتخابات المبكرة هو الحل في ظل الأزمة الحالية التي تواجه حكومة نتنياهو.
نتنياهو حسم أمره وتولى وزارة الحرب
على صعيد متصل، قال أعضاء في حزب الليكود الحاكم الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: إن الأخير تولى حقيبة وزارة الحرب بعد استقالة ليبرمان هذا الأسبوع، ورفض منحها لزعيم حزب البيت اليهودي نفتالي بينت، مما رسخ إجراء انتخابات مبكرة.
وقال أعضاء في حزب الليكود: إن نتنياهو يحاول بشكل مستميت منع انهيار حكومته اليمينية، وهو يعتبر أن الذهاب للانتخابات العامة هو خيار مر، لأن حزب الليكود لن يحصل على أغلبية في هذه الانتخابات، وسيفشل في الحصول على أصوات كما حدث في الانتخابات السابقة.
فيما تؤكد الأحزاب اليمينية وحتى اليسارية بدولة الاحتلال أن هناك حاجة إلى انتخابات بأسرع ما يمكن لعدم قدرة الحكومة الحالية بزعامة نتنياهو على الاستمرار بعد أن فقدت ثقة الأحزاب والجمهور.