يوافق اليوم العشرون من نوفمبر الذكرى الثالثة والثمانين لاستشهاد القائد عز الدين القسام، الذي قضى نحبه عام 1935.
ويعدّ القسام عالماً وداعية ومجاهداً وقائداً فذاً، ولا يزال اسمه يتردد في كل جولة قتالية بين المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني.
ولد القسام في بلدة جلبة بمدينة اللاذقية السورية عام 1883م، ورحل إلى الأزهر الشريف بالقاهرة عندما كان عمره أربعة عشر عاماً، حيث تخرج منه عام 1906، وعاد إلى بلده ليعمل مدرساً وخطيباً.
عزَّ على الشيخ القسام أن يرى الفرنسيين يحتلون بلده وينهبون خيراته ويضطهدون شعبه، فأعلن هو وتلاميذه الثورة على الفرنسيين، فطاردوه ليقتلوه، لكنه أفلت منهم وذهب إلى دمشق، ثم غادر إلى حيفا بفلسطين التي كانت تحت حكم الإنجليز، وتولى الخطابة والتدريس في جامع الاستقلال هناك.
وانتسب القسام بعد ذلك إلى “جمعية الشبان المسلمين” في حيفا عام 1926م، وانتخب رئيساً لها، وقد كان انتسابه إلى هذه الجمعية تغطية لأعماله السرية، وإعداده للثورة كهدف له منذ البداية، إذ بدأ جولته في القرى منذ سنة 1929.
ولم تكن جماعة عز الدين القسام تقبل أي عضو إلا بعد انتقاء وتدقيق، ولا يدخل في عضويتها إلا من كان مستعداً “للتضحية في سبيل بلاده ومن أهل الدين والعقيدة الصحيحة”.
ووفق مؤرخين، فإنّ القسام عمل قبل إعلان ثورته على الإعداد النفسي، ونشر روح الثورة على أوسع نطاق، وكان سلاحه علمه الغزير وإخلاصه.
العصبة القسامية
ومن على منبره أخذ يحرض الناس على الثورة ضد الاحتلال الإنجليزي حتى نجح في تشكيل جماعة مجاهدة باسم “العصبة القسامية”، ولما طارده الإنجليز انتقل بعصبته إلى الريف الفلسطيني حتى استقرّ في “أحراش يعبد” بمنطقة “جنين”.
وخاض عدة معارك مع الإنجليز المحتلين، واستطاع وعصبته المجاهدة توجيه ضربات مؤلمة للعدو المحتل، وأخيراً طاردته القوات الإنجليزية حتى استطاعت حصاره مع بعض مجاهديه.
الاستشهاد بشرف
في “خربة الشيخ زيد” قرب قرية يعبد، اشتدّ الحصار على المجاهدين حتى ظنّ العدو أنه نال منهم، فخاطبهم الضابط الإنجليزي المحاصر لهم: “استسلموا تنجوا”، فأجاب عز الدين القسام: “لن نستسلم، هذا جهاد نصر أو استشهاد”، ثم هتف بأصحابه “موتوا شهداء” فصاح المجاهدون: “الله أكبر الله أكبر”.
ودارت بين الطرفين معركة حامية الوطيس استمرت ست ساعات، أسفرت عن مقتل 15 جندياً بريطانياً، واستشهاد الشيخ عز الدين القسام وثلاثة من رفاقه.
استشهد القسام واقفاً كبقية الشرفاء، فاحترمه العدو قبل الصديق، حتى إن الضابط الإنجليزي الذي قتله تقدم منه وهو ميت وأدى له التحية العسكرية.
وعلى إثر ذلك أطلقت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” اسمه على جناحها العسكري “كتائب الشهيد عز الدين القسام” التي تتقدم يوماً بعد يوم في أدائها العسكري وعملياتها النوعية، التي كان آخرها قيادتها لجولة التصعيد الأخيرة التي انتهت بالإطاحة بوزير الحرب الصهيوني أفيجدور ليبرمان.