بدأ رجل الأعمال محاضرته لخريجي إحدى كليات الادارة قائلاً: سأحاول في بضع دقائق أن أعطيكم خلاصة خبرتي لو ساعدتموني، فمن يريد أن يساعدني فليرفع يده عالياً.
رفع عدد قليل من الحضور أياديهم بشيء من التردد، بينما امتنع الآخرون، فأكمل رجل الاعمال كلامه: حسناً.. هذه هي حالة “التراخي” الناتجة عن الملل أو عدم الثقة، احترسوا.. فالتراخي في العمل قد يضيع عليكم فرصاً كبيرة.
ثم أخرج من جيبه ورقة وقال: هذا شيك بألف دولار أخذته من إدارة الكلية مقابل تعليمكم شيء جديد، وسوف أمنحه لمن يرفع يده حتى يصل لأعلى نقطة ممكنة. وعندما وضع توقيعه على الشيك؛ بدأ جميع الحضور بالاهتمام ورفعوا أياديهم عالياً، فعلق الرجل: كان هذا هو “التحفيز”، فلن تستطيع القيام بأي عمل ما لم تحفز العاملين معك.
أخذ كل خريج بالإشارة بإصبعه بشكل أعلى عله يراه، فقال: هذه هي “المنافسة”، قد تبدو صعبة وشرسة، لكنها في النهاية تجعل الجميع في وضع أفضل.
قام أحد الشباب معترضاً: هذا ليس عدل، أنا أقصرهم قامة، وهذا يجعلني في موقف سيء. فرد رجل الأعمال: نعم.. لديهم ميزات تنافسية مؤقتة ومحدودة، “لا تجعلها تحبطك، استمر”.
فصعد الشاب القصير فوق المقعد ورفع يده فأصبح أعلى كثيراً من باقي المنافسين، فعلق الرجل: هذا هو “التفكير خارج الصندوق” الذي يستطيع أن يجعلك في موقع الريادة، لكن انتبه.. لن تستمر فيه إلا لحظات.
وسرعان ما بدأ الجميع بتقليد الشاب بالوقوف فوق المقاعد ورفع أياديهم حتى تقاربت المستويات مرة أخرى، ثم بدأ البعض بوضع أشياء فوق المقاعد حتى يصلو لمستويات أعلى، فقال الرجل: هذا هو “التحسين المستمر” الذي سيضمن لك البقاء في المنافسة.
هنا اتفق ثلاثة شبان أن يحمل بعضهم بعضاً حتى يكون أول واحد منهم في أعلى نقطة، ثم يتقاسمون الجائزة حال فوزهم، وهكذا وصلوا لارتفاع غير مسبوق، فعلق الرجل: هذا هو “العمل الجماعي” الذي يبدأ من فرق العمل الصغيرة داخل المؤسسة، ويصل إلى الشراكات الكبيرة والتكتلات الاقتصادية العملاقة.
تكونت فرق أخرى من باقي المشاركين ولم يبق أحد يعمل منفرداً، فأصبحت القاعة عبارة عن مجموعة من فرق متنافسة، وكل فريق يحاول أن يتبع أساليب مختلفة ليتفوق على المنافسين، وعندما بدت كل الفرق في مستويات متقاربة جداً، أسرع شاب فأعاد ترتيب زملائه، فوضع الأطول والأكثر وزناً في الأسفل، ثم الأقصر والأقل وزنا في الأعلى، على ثلاث مراحل، وشرح لهم أسلوب تماسك الشركاء بأيديهم وأقدامهم بشكل أفضل، وأخذ يبث فيهم الحماس للارتقاء بأعلى ارتفاع، حتى تمكن فريقه من تحقيق أعلى مستوى. فقال رجل الاعمال: أحسنتم.. تلك هي “القيادة”، فلن يصل أي عمل إلى مستوى عالمي بدون قائد بارع.
أنهى رجل الاعمال محاضرته، وشكر الشباب على تفاعلهم، وهنأ الفريق الفائز، ثم وضع الشيك في جيبه وهم بالانصراف، فصاح الفائزون: أين الشيك؟ قال بهدوء: هذا هو الدرس الأخير.. لا تصدق أبداً أنه بإمكانك أن تتعلم مجاناً، أنا رجل أعمال جئت لأبيع لكم خبرتي، وهذا الشيك من حقي، وهذا هو مبدأ “اكسب أكسب” (WIN WIN).
قصة لطيفة جمعت خبرة رجل الأعمال في عدة نقاط لتحقيق النجاح، وهي: التحفيز، والمنافسة، والاستمرارية، والتفكير خارج الصندوق، والتحسين المستمر، والعمل الجماعي، والقيادة، واكسب أكسب.
ولعلنا نواجه مواقف يومية تشعرنا بعدم النجاح، ونغفل عن الأسلوب الأفضل للتعامل مع كل موقف على حدة، سواء بتعاملنا مع أفراد أو مجموعات، سواء داخل الأسرة أو الحي أو المسجد أو المدرسة أو الكلية أو النادي أو الجمعية أو المؤسسة أو الإدارة أو الوزارة، أو أي مكان، وبالطبع لن يتحقق لك النجاح دون التوكل على الله، والإخلاص والإتقان في العمل.