حذر إمام وخطيب المسجد الأقصى المبارك رئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس د. عكرمة صبري من إعلانات تبثها شركات إسرائيلية عبر وسائط التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، تدعي فيها وتطرح إمكانية منح قروض مالية مغرية تصل إلى مئات الآلاف، وتعطى هذه القروض للأشخاص بسهولة ويسر مقابل رهن ممتلكاتهم سواء كانت بيوتاً أو عقارات أو أراض!
وأشار صبري إلى أن هذا الأسلوب مشبوه ومرفوض، ويُقصد من ورائه تسريب هذه الممتلكات إلى عصابات المستوطنين.
وطالب الشيخ صبري المواطنين عدم التعامل مع هذه الشركات الاستيطانية، وأن يكونوا حذرين من التوقيع على أي ورقة لا يعرفون مضمونها، بالإضافة إلى أن هذه المعاملات غير شرعية فيما اشتملت عليه من “الربا” المحرم لقوله سبحانه وتعالى: (وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا) (البقرة: 275).
وأوضح صبري أن التوسع في الديون والمجازفة والخداع والتضليل، تؤدي إلى عدم تمكن صاحب القرض من السداد فتقوم هذه الشركات بمصادرة عقاره وتعرضه لخطر التسريب، وقال: السعيد من اتعظ بغيره والشقي من اتعظ بنفسه، ويتحمل هذا الشقي مسؤولية تصرفه.
وتنشط الجمعيات الاستيطانية في القدس المحتلة في الآونة الأخيرة بصورة مكثفة لشراء عقارات مقدسية في البلدة القديمة وهي حاضنة المقدسات الإسلامية والمسيحية، بهدف تهويد المكان المحيط بالمسجد الأقصى، ويتم دفع مبالغ مالية طائلة بحق العقار المستهدف يصل إلى أكثر من 20 مليون دولار لمساحة صغيرة لا تتجاوز 50 متراً.
وقد شكلت جهات مقدسية لجان توعية لمحاربة نشاط الجمعيات الاستيطانية في البلدة القديمة من خلال تشجيع المواطنين على وقف العقارات ذرياً في المحكمة الشرعية، حتى لا يستطيع أي فرد من أفراد العائلة المالكة للعقار بتسريب العقار في المستقبل، إضافة إلى التشهير بكل شخص يقوم ببيع أي عقار للجمعيات الاستيطانية، وتبعات هذا التشهير ألا يدفن في مقابر القدس ولا يصلى عليه، كما حدث مؤخراً مع مقدسي قتل في حادث سير وتم طرد الجثمان من المسجد الأقصى حتى لا تتم الصلاة عليه، وأصدر حاخام إسرائيلي بجواز دفنه في مقابر اليهود لأنه ساهم في تسريب عقار للمستوطنين.