يبيع أحمد أبو حسن الماء من بئره الخاص القريب من شارع جنين حيفا للمزارعين في مرج ابن عامر غرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية بعد أن حفر البئر قبل سنوات، وغدا مصدر رزقه الأساسي.
ويضخ البئر نحو ستين كوبا في الساعة، حيث يبيع الكوب بثلاثة شواقل وهو نصف سعر كوب الماء من شبكة المياه الرسمية التابعة لمجلس الخدمات المشترك.
ويقول أبو الحسن : إن بئره غير مرخص أسوة بمئات آبار المياه في المنطقة، والتي باتت مصدر الماء الرئيس سيما للقطاع الزراعي، حيث حولت هذه الآبار مرج ابن عامر إلى جنة خضراء طوال العام.
مصادر متعددة أشارت لمراسلنا إلى أن منطقة جنين تحوي أكثر من 200 بئر مياه ارتوازي غير مرخص، وقد يكون العدد أكبر من ذلك بكثير، حيث يعدّ ذلك تحديا لإجراءات الاحتلال في السيطرة على الحصص المائية لفلسطين والمياه الجوفية في الوقت الذي يعدّ فيه استهلاك المستوطن وحصته من المياه عشرة أضعاف المواطن الفلسطيني.
أمر واقع يفرضه الاحتياج
وفي الوقت الذي يعدّ فيه حفر بئر ارتوازي بهذه الطريقة مخالفا للقانون الفلسطيني وملاحقا من الجانب الصهيوني فإنه غدا أمرا واقعا لا يمكن تجاهله أو وقفه مع الاحتياج المتزايد للمياه، وهو ما عبر عنه لمراسلنا مسئول في سلطة المياه رفض الكشف عن اسمه أن هذه الآبار غير قانونية، ولكننا لا نلاحقها في سياق عدم قدرتنا على الحصول على حقوقنا المائية من الجانب الإسرائيلي.
وأضاف: مع تقييد حقوقنا المائية يبقى للمواطن حرية الحصول على الماء بأي طريقة، ويبقى الأمر مرتبطا بمدى حظوظه في الاستفادة من البئر قبل ردمه من الجانب الصهيوني.
محمد مرعي، مزارع من كفردان، يروي نحو 23 دونما من المزروعات في مرج ابن عامر يقول لمراسلنا: إن هذه الآبار هي مصدر الماء الوحيد له من أجل ري مزرعته، ويشير إلى أن أراضي مرج ابن عامر غدت شبكة من الخطوط المائية الممتدة لعشرات الكيلومترات، والتي وصلها المزارعون وأصحاب الآبار على نفقتهم وتغذي الأراضي، وجميعها غير مرخصة.
وأضاف: لقد أسهم ذلك في خلق آلاف فرص العمل بالزارعة المروية، ولولاها لأصبحت هذه الأراضي بورا تعتمد فقط على الزراعة الشتوية من مياه الأمطار لموسم واحد غير مجدٍ.
ويشير المهندس الزراعي مازن عواد إلى أن هذه الآبار أنواع، وتبلغ تكلفة حفرها بين 10-30 ألف دينار، حسب نوعية التربة والعمق الذي يمكن الوصول للمياه فيه، وغالبيتها يكون عمقها بين 15-300 متر لا أكثر، والمشكلة فيها أنها آبار تعتمد على المياه السطحية، فنحن ليس لدينا إمكانات حفر للوصول للمياه الجوفية دون أذون من الجانب الصهيوني.
وأضاف: لذلك لا تكون قوة ضخ المياه من هذه الآبار كما الآبار التي تعتمد على المياه الجوفية، وأحيانا تجف بعضها بسرعة أو يقل معدل ضخ الماء فيها، ولكن بالرغم من كل السلبيات لم يعد ممكنا تخيل الحياة في شرق جنين وغربها دونها.