شهدت العاصمة القطرية الدوحة الإعلان عن جائزة الشيخ عيد للعمل الإنساني، بقيمة مليون ريال قطري، وتستهدف دعم العمل الإنساني في كافة مجالاته التعليمية والصحية والشبابية والثقافية والمجتمعية والخيرية والدعوية وغيرها من مجالات تنموية ترتقي بالإنسان.
وجاءت الجائزة لتعكس أهمية العمل الإنساني ودوره التنموي، وتُمنح للأفراد والمؤسسات والهيئات ذات العلاقة بمجال العمل الإنساني، وجاءت بدعم من أوقاف الشيخ عيد بن محمد آل ثاني، رحمه الله تعالى.
الجائزة لم تقف عند حدود المحلية، ولكن تجاوزتها إلى العالمية، في انعكاس واضح لعالمية العمل الإنساني، وأنه لا يعرف الجغرافيا، وأن الغاية منها هو الإنسان أينما كان، بعيداً عن جنسه أو لونه.
وفي هذا السياق، تستهدف الجائزة الارتقاء النوعي وتميز الأداء في مجال العمل الإنساني، وتشجيع الداعمين والعاملين في مجال العمل الدعوي، علاوة على تكريم المؤسسات والشخصيات المتميزة في خدمة العمل الإنساني، وتأصيل القيم الإنسانية الرفيعة في حياة المجتمعات والتطور البشري وإبرازها.
هذه القيم التي تقوم عليها الجائزة تعكس توجهها للمشاريع الخاصة بمجالات التربية والعلوم والثقافة وآثارها الاجتماعية التي تخدم العمل الإنساني.
وحرصاً على أن تكون الجائزة وفق معايير خاصة، يتم على ضوئها منح الجائزة، فقد تقرر وضع شروط لقبولها، منها: أن يُقدم المشارك جميع الوثائق والمستندات المطلوبة للترشيح، دون أن تُقبل المشاركات غير المستوفاة لكافة الشروط، وألا تكون المشاركات المقدمة تحتوي على أفكار أو سلوكيات أو قضايا سياسية مخالفة، مع الالتزام بالفترة الزمنية المحددة لتقديم المشاركات، ولا ينظر في المشاركات المتأخرة. كما تشترط الجائزة الالتزام بفروعها المحددة.
وحددت اللجنة المنظمة للجائزة كيفية الترشح لها ، وذلك عن طريق تقديم المشاركات والأعمال عبر الموقع الإلكتروني للجائزة، وقررت الجائزة عدم قبول المشاركات والأعمال المرسلة بأي وسيلة أخرى خلاف ما تم ذكره في طريقة التقديم بالموقع الإلكتروني.
معايير الجائزة
تقوم معايير الجائزة على ضوابط أهمها أن تكون المشاركات أصيلة، وذات تأثير، وأن تتصف بالديمومة، وأن يتحقق لها الانتشار، وسمحت بتعدد المشاركات للمشارك الواحد، وعدم تأثير ذلك على عميلة التقييم. وعلى نحو ما تحدده اللجنة فإنه في حال استلام أكثر من مشاركة لذات المشارك فستقوم لجان التقييم باختيار المشاركة الأنسب، على أن يتم تغيير لجان التقييم سنوياً، فيما ستكون قراراتها نافذة ونهائية. وسمحت إدارة الجائزة لمكتب الأمانة العامة حجب أي جائزة بناء على توصية لجان التقييم.
وتعتمد عملية المفاضلة بين المشاركات والأعمال المرشحة على درجات التقييم الممنوحة من قبل لجنة التحكيم ومدى تحقيقها لمعايير وشروط الجائزة، وأعطت الجائزة للإدارة التنفيذية لها الاستفادة من المشاركات والأعمال الفائزة وحق التصرف فيها وتملكها، على أن تكون حقوق الطبع والنشر محفوظة لها.
وقررت أن تتم كافة إجراءات التصفية والتدقيق والترشيح في جميع مراحل الجائزة بسرية تامة، وعدم الإفصاح عن أسماء الفائزين، أو نتائج تقييم المشاركات والأعمال إلا بعد اعتمادها من مجلس الأمناء، ثم إعلانها في مؤتمر صحفي، ومن ثم دعوة الفائزين لحفل التكريم.
جوائز المشاريع
يحصل الفائز بالمركز الأول للجائزة على مبلغ قدره 500 ألف ريال، بينما يحصل صاحب المركز الثاني على 300 ألف ريال، فيما يحصل الفائز بالمركز الثالث على 200 ألف ريال.
وتقرر منح الجائزة التكريمية لأفضل شخصية أو مؤسسة متميزة في مجال العمل الإنساني، دعماً ونشاطاً، وترشح الأمانة العامة عدد من الشخصيات أو المؤسسات وعرضها على مجلس الأمناء لاختيار الشخصية أو المؤسسة المستحقة للجائزة التكريمية (بصفته لجنة التقييم في هذه الجائزة).
من جانبه، قال سعادة الشيخ الدكتور محمد بن عيد آل ثاني، رئيس مجلس أمناء الجائزة، إن العمل الإنساني لا يزال هو الرئة التي تتنفس منها الشعوب، ومن خلاله تفتح نوافذ الأمل، وعلى خطواته تتجدد العزيمة، وأنه “لما كانت مشكلات عالمنا الإنساني عظيمة وكبيرة فإن كثيراً من الجوائز رصدت لمن يستطيع التغلب على مشكلة من مشاكلها ويقدم لها الحلول الإبداعية ، وطرحت جوائز دولية كثيرة في مجالات تتصل بالحياة والفكر والثقافة والعلوم”.
وتابع: إنه “من هذا المنطلق تأتي جائزة الشيخ عيد للعمل الإنساني التي ستنظم سنويا بدعم من أوقاف الشيخ عيد بن محمد آل ثاني رحمه الله، لنشر ثقافة العمل الإنساني ودعم الأفراد و المؤسسات العاملة في هذا المجال اعترافًا بجهودهم ودعمًا لمبادراتهم”.
ولفت إلى أن الجائزة ستُقدم لأصحاب المشاريع والأفكار الإبداعية والمتميزة في مجالات الصحة والتعليم والثقافة وغيرها ، معرباً عن أمله في أن تسهم الجائزة في تعزيز الجهود المحلية والدولية في خدمة الإنسانية.
أما الشيخ أحمد البوعينين، الأمين للعام للجائزة، فقال إن الجائزة ستُمنح للأفراد والمؤسسات الذين يقدمون أعمالاً مبتكرة في التعليم والصحة والتثقيف وغيرها من المجالات التنموية والعلمية والفكرية، لافتاً إلى أنها تستهدف الارتقاء النوعي والتشجيع على التميز في الأداء في مجال العمل الإنساني، وتكريم الأشخاص والمؤسسات صاحبة البصمات والأفكار المؤثرة في خدمة الإنسان، “وكل ذلك بهدف ترسيخ القيم الإنسانية الرفيعة التي تبني وتعمر وتحارب من يخرب ويدمر”.