نحن لا نقف في وجه التحصيل العلمي وقياس مستوى الطلاب، وغير مقبول أن تكون هناك أسئلة لا يستطيع الطالب الفائق دراسياً الإجابة عنه، وخصوصاً في مادتي الإنجليزي والرياضيات اللتين مجموع معدليهما 100 و80 درجة على التوالي.
لم توضع الاختبارات بهدف تعجيز الطلبة عن الحل، ولكن الاختبارات في كل مدارس الدنيا ما هي إلا لقياس مستوى الطلبة، وهناك الكثير من الدول لا تقيم للاختبارات السنوية وزناً وهي فائقة في المستوى التعليمي والفكري والصناعي، مثل كندا واليابان.
إذا كانت المشكلة في القبول بجامعة الكويت أو القبول بالبعثات الدراسية فالطالب لا يتحمل حل هذه المشكلات، ويجب أن يتقي الموجهون الله تعالى، وألا يكونوا المساعد الأول لمن يريد أن يحل إشكالاً عفى عليه الزمن.
إن الاختبارات هذا العام مشكلة وزارة وليست مشكلة طالب، وما يحدث ما هو إلا تحد من الوزارة للطلبة من خلال التفتيش الأمني الذي يصل أحياناً – كما حدثنا بعض الطلبة – للتفتيش الذاتي أو استخدام بعض أجهزة الإشعاع للكشف عن أجهزة الهواتف الذكية أو السماعات.
الغش محرم في الإسلام، والحديث النبوي الشريف واضح: “من غشنا فليس منا”، ولكن محاربة الغش ليست بهذه الصورة الفجة من تفتيش ذاتي وتوتر نفسي قبل الاختبارات مباشرة، أو المراقبة التي تؤدي دوراً سلبياً في نفسية الطالب قبل الاختبار.
لا تحل مشكلات التعليم من خلال صعوبة الاختبارات، وأنا أدعو المختص في وزارة التربية وجمعية المعلمين الكويتية وجامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب إلى دراسة شاملة لظاهرة الغش، وسوء المخرجات الطلابية، وكذلك صعوبة الاختبارات.
يجب أن ينظر المعلم وواضع الاختبار إلى الظروف المحيطة بكل طالب على حد سواء، ويجب ألا تُملى على الموجه تعليمات شفوية لإدخال أسئلة من خارج المنهج، أو أسئلة فوق مستوى الطالب المتوسط، فالأمر ليس تحدياً يا وزارة التربية.