أثار عرض مجسّمات للسيّد المسيح، ومريم العذراء في معرض “بضاعة مقدسة” بمتحف حيفا، موجة استنكار واسعة، ومطالبات بإزالة “المجسّمات المسيئة” من خلال تظاهرة خرجت مساء الجمعة أمام المتحف، فرّقتها شرطة الاحتلال بالغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت.
وقال محتجّون: إنّهم لا يعترضون على موضوع المعرض، وهو نقد المجتمع الاستهلاكي، إنما على الاستخدام المسيء لرمز الديانة المسيحية، مطالبين بإزالة المجسمات التي تمسّ مشاعر الكثيرين من مسيحيين وغير مسيحيين.
وطالبت بطريركية القدس للروم الأرثوذكس، في بيان لها السبت، بلدية حيفا بإزالة لوحات مسيئة للديانة والمعتقدات المسيحية، الأمر الذي ترفضه “أم الكنائس” وتعتبره اعتداءً على القيم المسيحية، والاعتذار عن رعاية هكذا معرض.
من جهتها، أعربت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، عن استنكارها الشديد لما عرضه “متحف حيفا” من إساءة واضحة واستهزاء لصورة السيد المسيح، وأمه مريم، حيث إنها إساءة لكافة الأديان السماوية، ومخالفة للمعتقدات، وتمثل قمة العنصرية في تبرير استخدام حرية الرأي والتعبير، التي تعمّق الأحقاد والكراهية بين الناس، وتثير الفتن بين الأمم والشعوب.
ودعت الهيئة في بيان لها، إلى التصدي لمحاولات ازدراء الأديان السماوية ورموزها الدينية من قبل المتاحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية، التي تواصل من احتقارها واستهزاءها للديانات والتطاول على الرموز الدينية، معربةً عن تضامن الهيئة مع المسيحيين، في مختلف بلدان العالم.
وكان «متحف حيفا البلدي»، قد نظم معرضاً فنياً شمل عملاً لأحد الفنانين الإسرائيليين يحتج فيه على طغيان ثقافة الاستهلاكية من خلال مجسم للسيد المسيح على خشبة الصليب على شكل شخصية المهرج الخاص بشركة ماكدونالدز.
وأكدت كنائس حيفا استنكارها لما اعتبرته إساءة للسيد المسيح، وتابعت: «نستهجن مثل هذا التصرف تجاه أكبر رمز للديانة المسيحية من مؤسسة، التي تهدف لخدمة جميع المواطنين، إننا إذ نعبر عن احترامنا لحرية التعبير، وفهمنا بأن المعرض المذكور يهدف إلى نقد المجتمع الاستهلاكي، ونحن مع مثل هذا النقد، إلا أن الاستخدام المسيء لأعظم حقائق ديانتنا المسيحية التي تعرض لها المعرض المذكور هو أمر خاطئ وغير مقبول ويمس مشاعر الكثيرين من مسيحيين وغير مسيحيين».
وحمل البيان بلدية حيفا المسؤولية الأولى عن المعرض وطالبها بإزالة المعروضات المسيئة، خاصة أنها تشدد على أهمية العيش المشترك بين جميع المكونات القومية والعرقية والدينية في المدينة، وأضاف بيان الكنائس: «نأمل من البلدية أن تتصرف بمسؤولية وحكمة لحل هذا الإشكال، من جهة أخرى، فإننا نبذل جهوداً من أجل التوصل إلى حل يضمن احترام الرموز الدينية، ولذا نناشد الجميع التحلي بروح المحبة التي علمنا، إياها السيد المسيح، سواء بتعاملنا مع هذه القضية، كما مع سائر القضايا التي تواجهنا في جميع الميادين».
وطالب المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، بإزالة كافة الصور والمجسمات المسيئة للسيد المسيح والسيدة العذراء والمعروضة في أحد متاحف مدينة حيفا في الداخل المحتل.
وقال كبير الأساقفة، في بيان: لا يمكننا أن نصمت وأن نكون متفرجين أمام هذه الإساءات المستمرة والمتواصلة التي تستهدف الرموز الدينية”، والإساءة للسيد المسيح وفي هذه الأيام التي فيها ما زلنا نعيش أجواء عيد الميلاد المجيد إنما تعتبر تطاولاً على إيماننا وعقائدنا وتراثنا وحضورنا المسيحي العريق في هذه الأرض المقدسة.
وأضاف: الديمقراطية التي يتحدث عنها البعض لا تعني الإساءة إلى الديانات، ومن يتحدثون عن التسامح الديني ونبذ الكراهية والعنصرية إنما يجب أن يرفضوا وأن يلفظوا هكذا أفعال لا يمكن القبول بها بأي شكل من الإشكال.
وطالب بضرورة إزالة هذه التماثيل والمجسمات المسيئة، رافضاً التطاول والإساءة التي تستهدف السيد المسيح وأمه البتول العذراء مريم، ومعرباً عن رفضه واستنكاره لأي تطاول يمس الرموز الدينية في الديانات التوحيدية الثلاث.
ووجه حنا التحية لكل من تصدى لهذه الظاهرة في مدينة حيفا بطريقة سلمية وحضارية.
وذكرت مصادر محلية أن العشرات من المسيحيين والمسلمين تظاهروا أمام متحف حيفا للمطالبة بإغلاق معرض رسومات ومجسمات تسيء للسيد المسيح والسيدة مريم العذراء.
وطالب النشطاء بإزالة المجسمات المسيئة لكن شرطة الاحتلال هاجمتهم وفرقتهم بقنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت.
واستهجن مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة هذا التصرف تجاه أكبر رمز للديانة المسيحية من مؤسسة تهدف لخدمة جميع المواطنين.
وقال المجلس، في بيان: إننا إذ نعبر عن احترامنا لحرية التعبير، وفهمنا بأن المعرض المذكور يهدف إلى نقد المجتمع الاستهلاكي، ونحن مع مثل هذا النقد، إلا أن الاستخدام المسيء لأعظم حقائق الديانة المسيحية التي تعرض لها المعرض المذكور هو أمر خاطئ وغير مقبول ويمس مشاعر الكثيرين من مسيحيين وغير مسيحيين.
وأضاف أننا نرى في بلدية حيفا المسؤول الأول عن المعرض وبالتالي، فإننا نطالبها بإزالة المعروضات المسيئة.
وقال: نبذل جهوداً من أجل التوصل إلى حل يضمن احترام الرموز الدينية، وبالتالي فإننا نناشد الجميع التحلي بروح المحبة التي علمنا إياها السيد المسيح، سواء بتعاملنا مع هذه القضية كما مع سائر القضايا التي تواجهنا في جميع الميادين.