– موسى: الحصار يجب أن يرفع والمقاومة جاهزة لكل الخيارات
– حبيب: المقاومة التزمت والاحتلال تنصل من تفاهمات التهدئة
– أبو سعدة: مقبلون على جولة تصعيد في غزة ولن تتطور لحرب
تعيش الأوضاع الميدانية في قطاع غزة المحاصر حالة من الترقب والحذر في ظل مماطلة الاحتلال في الالتزام بتفاهمات التهدئة، التي تم التوصل إليها مؤخراً برعاية مصرية، حيث كان من المفترض أن يتمخض عنها رفع تدريجي للحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ 13 عاماً، إلا أن الاحتلال تنصل من هذه التفاهمات، بل وواصل عمليات التصعيد، مما دفع بالفصائل الفلسطينية إلى طلب تدخل مصري ودولي عاجل لإلزام الاحتلال برفع الحصار الظالم المفروض على القطاع والتقيد بتفاهمات التهدئة، ومنع الأوضاع من الانفجار، خاصة مع اشتداد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة بسبب الحصار الذي نتج عنه نسب فقر وبطالة مرتفعة.
فيما يرى مراقبون أن حكومة الاحتلال ستحاول تسكين الأوضاع في قطاع غزة حتى الانتخابات الإسرائيلية المقررة في التاسع من أبريل القادم ولن تصل الأوضاع لمواجهة شاملة مع المقاومة الفلسطينية.
مسيرات العودة لن تتوقف
أكد القيادي في حركة “حماس” يحيى موسى لـ”المجتمع”، أن حركة “حماس” ومعها فصائل المقاومة كانت تتوقع من الاحتلال المماطلة والتسويف في تنفيذ تفاهمات التهدئة التي كانت من المفترض أن تقود لتخفيف الحصار عن قطاع غزة، لافتاً إلى أن مسيرات العودة التي تنظم شرق قطاع غزة حققت العديد من الإنجازات ولن تتوقف، وعلى الاحتلال أن يتحمل المسؤولية الكاملة عما يحدث في قطاع غزة.
وشدد القيادي في “حماس” على أن الاحتلال إلى زوال، وأن مسيرات العودة هي مسيرات سلمية شعبية، انطلقت من أجل تحقيق الكثير من الأهداف، وأن حقوقنا غير قابلة للمساومة، والمقاومة الفلسطينية جاهزة لكل الخيارات، مشيراً إلى أن كل الشعوب التي تتحرر تقاوم الاحتلال.
تدخل القاهرة
بدوره، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب لـ”المجتمع”: إن الاحتلال تنصل من التفاهمات الخاصة بالتهدئة، وكنا نتوقع هذا الأمر، نحن التزمنا بشكل كامل بهذه التفاهمات التي تمت برعاية مصرية، وحريصون على حفظ دماء الشعب الفلسطيني في ظل الاستهداف من قبل الاحتلال الغاشم.
وأكد حبيب أن الفصائل الفلسطينية أرسلت رسائل لمصر بضرورة التدخل وإلزام الاحتلال بتنفيذ تفاهمات التهدئة من خلال ممارسة الضغوط على الاحتلال، الذي يستهدف أبناء الشعب الفلسطيني بالقتل والإرهاب.
جولة تصعيد جديدة
على هذا الصعيد، قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني مخيمر أبو سعدة: إن هناك تفاهمات حدثت بين الاحتلال والمقاومة، تقوم على أساس تخفيف الحصار وإدخال مساعدات قطرية عاجلة لغزة، لكن حدث عكس ما تم توقعه، ولذلك ونظراً لقرب الانتخابات فرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لا يريد تخفيف الحصار عن قطاع غزة، لذلك فإن جولة تصعيد جديدة ستكون الجمعة القادمة والأسابيع القادمة بسبب تردي الأوضع الإنسانية في القطاع المحاصر الذي وصلت فيه معدلات الفقر إلى أكثر من 80%.
وأوضح أبو سعدة أنه سيكون هناك تصعيد من قبل المتظاهرين وزيادة عددهم واستخدام كل الأدوات السلمية التي كانت تستخدم قبل تفاهمات التهدئة، والجمعة القادم سيحمل مزيداً من التوتر، ومن الممكن أن يقدم الاحتلال على عمليات قصف ضد القطاع، مستبعداً الحرب الشاملة في هذا التوقيت لأن في تاريخ حكومات الاحتلال من يقود الحروب قبل الانتخابات في دولة الاحتلال مصيره الفشل، وهذا حدث مع إيهود أولمرت عام 2009، ومع شمعون بيرس في حرب لبنان حين شن عملية عسكرية أطلق عليها “عناقيد الغضب” وخسروا في تلك الانتخابات، ونتنياهو لا يريد تكرار هذه التجارب في هذا التوقيت الحساس بالنسبة لمستقبله السياسي.